أين كنت يا النصر؟
تعد المنافسة في كرة القدم حقاً مشروعاً للجميع وعاملا هاما وضروريا، على اعتبار أن كرة القدم لا طعم لها ولا رائحة بدون منافسة، وأظهر فريق كرة القدم بنادي النصر تحدياً عندما تفوق على الشباب البطل المتوج منذ أسبوع بأقوى بطولة للعبة (دوري زين) في المباراة الأولى لربع النهائي لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، والمشاهد لأداء فريق النصر في مباراته الماضية أمام الشباب يرى غياب لغة الحوار في مباراة الكبار, فازداد الصراع داخل الملعب وأصبح أمل النصر الوحيد للخروج من أزمة الخسائر المتتالية والبعد عن الإنجازات البحث عن الفوز، وقد تحقق له ذلك. وقد يسلك طريق الأهلي في الموسم الماضي عندما حقق مستويات كبيرة في نفس البطولة فكانت علاجا لكثير من مشاكله الفنية والإدارية، وأرى أن النصر قدم أمام الشباب مباراة نموذجية في كل شيء رغم أنه قبل المباراة كان يواجه العديد من الصعوبات لعل من أهمها فقد الثقة لدى جماهيره ومتابعيه، ولكنه وجدها فرصة مواتية أراد أن يسعد مشجعيه صغار السن (الأطفال) بفرحة الفوز بمباراة هامة مرورا لتحقيق بطولة حرم منها الكبار على مدى عشر سنوات، والحق يقال إن الباحث عن المشاهدة والمتعة في معظم مباريات نادي النصر يجدها في اللاعبين الذين لم تتجاوز أعمارهم العشرين عاما كإبراهيم غالب وسعود حمود اللذين لايشعران بالخوف داخل الملعب أو القلق على أنفسهما من أن يتعرضا للإصابة ولا يخشيان كذلك أن يتم الاستغناء عنهما، وبالتالي يكون التركيز لديهما عاليا أثناء اللعب حيث يبحثان عن الفوز، ولذلك تجد أن كل من يحب النصر ويتابعونه يطالبون بالإحلال والتجديد والتطوير في الفريق بالزج باللاعبين الواعدين من الفريق الأولمبي وفئة الشباب، وهذا ما أكده أيضا اللاعب الدولي السابق الكابتن يوسف خميس خلال تحليله لمباريات النصر والأسطورة ماجد عبد الله في العديد من حواراته الإعلامية، والطريقة التي سجل بها اللاعب سعود حمود الهدف الأول تظهر الإمكانات التي يتميز بها اللاعب من الدقة والإبداع والمهارة والتركيز وقوة الأداء، وعودة النصر لمستواه الفني والمهاري داخل الملعب أسعدت كل محبي كرة القدم السعودية على اعتبار أن عودته تضفي الإثارة والندية والمتعة على مسابقات كرة القدم السعودية في ظل حضور قوي ومثير سابق له، حيث ارتبطت العديد من الإنجازات السعودية الكروية بأغلب لاعبيه السابقين فضلا عن زيادة قاعدة المنافسة بين الأندية السعودية وكأني بمن يقول (أين كنت يا النصر من هذا الإمتاع)، ودعوة لمسيري فريق النصر في ظل الرغبة في خطوات إدارته نحو التطوير والتحسين أن يتم الوقوف على مستوى لاعبيه الفني والمهاري وبالتالي وضع قواعد مبنية على أساس علمي يمكن من خلاله الحكم على مستوى اللاعبين، وعلى إدارته أن تدرك أن الطريق للمنافسة يتم من التخطيط المنظم والموجه بشكل خاص والتعاون فيما بين أعضاء مجلس الإدارة ومجلس أعضاء الشرف بشكل عام لتحقيق الأهداف المرسومة مع استعراض بشكل دقيق جميع متطلبات الفريق للموسم الرياضي الجديد من اللاعبين الوطنيين والأجانب والعمل على التعاقد معهم مبكرا للمشاركة في معسكرات الإعداد والمسابقات بفاعلية وإيجابية، وهذا سيكون إيجابيا لو تم التوصل إلى تشكيل لجنة استشارية لفريق كرة القدم بالنادي من ماجد عبد الله ومحيسن والهريفي ويوسف خميس.. كيف سيكون الحال بلاشك للأفضل.