2012-05-10 | 09:28 مقالات

صغار التجار

مشاركة الخبر      

يواجه صغار التجار والمستثمرين حرباً شعواء من الجنسيات الأجنبية المسيطرة على تجارة التجزئة ، ومن يساعدهم على ذلك هو من يعطيهم الأسماء الوهمية ويأخذ القليل تحت مفهوم التستر التجاري الذي لا تستطيع وزارة التجارة متابعته أو تقديم أي نتيجة أو عمل لمحاربته أو التخفيف منه . ولهذا نجد الناشئين من شبابنا يتلقون الخسائر تلو الخسائر ويتركون المجال لهذه الجنسيات الوافدة ، وفي اعتقادي أن الأمر خطير وأصبحت نسبة كبيرة من التجارة بأيدي الأجانب ولا يستطيع أحد أن يقف في طريقهم حتى صاحب الحلال ، ونتيجة للإغراءات المادية يقف موقف المتفرج ينتظر المكافأة الشهرية وسعيد بالتستر وبهذا المردود الذي يأتي بدون جهد . ومن يتسوق من محلات التموينات المنتشرة في مدن المملكة تجد الزحام وسرعة البائع في حساب المبيعات بالآلة الحاسبة ومعه من بني جلدته عدد كبير يعملون في هذا المحل وبدون أي فاتورة إلكترونية لضبط هذه المبيعات فيكون الربح مضمونا لأن الأسعار بالتخمين ولا يكتب على السلعة سعرها والجمع يكون يدويا وربما زاد عشرة أو عشرين ريالا في ظل الزحام واستعجال الزبون وعدم وجود وقت للمراجعة ولهذا لا يجد السعودي أي مجال في مئات الآلاف من محلات التموينات المنتشرة في مدن وقرى المملكة . ويروي أحد الأقارب تجربته عندما اقترض مبلغا من المال واستأجر محلا مناسبا كتموينات وبدأ عمله بكل جد حيث يحمل شهادة المرحلة الثانوية ولم يجد عملا وفوجئ بالخير الوفير الذي حققه في السنة الأولى وحجم الأرباح التجارية مما دعاه إلى فتح محل آخر وتوظيف شاب آخر ، لكن مع منتصف السنة الثانية فتح بجانبه محل تموينات كان فيه عدد من العمالة الوافدة والمؤسف أن بعضهم مخالفين للإقامة وبدأوا بالتعاون مع الموردين الأجانب في حجب السلع عن محله وتكوين جماعة للتوصيل للمنازل والسيطرة على الحي لأنهم يفتحون طول اليوم وإلى ما بعد منتصف الليل ويسكنون في غرفة صغيرة في آخر المحل ، وأدى ذلك إلى اتجاه الزبائن لهم لتوفر السلع وتعاون بني جلدتهم معهم ، وبالتالي تعرضه لخسارة تجارته وبيع المحل لهذه العمالة و الخضوع لضغوطها والقبول بالقليل الشهري ضمن مشروع التستر للكثير من الأنشطة التجارية لدينا. وهذا الأمر أصبح ملاحظا حتى في شركات القطاع الخاص حيث تحرص على توفير المناخ المناسب لتوظيف أبناء جلدتهم على حساب السعودي الذي تتم محاربته وعدم تدريبه وتشجيعه وعدم تقدير ظروفه بينما هؤلاء يكون إتقانهم للغة الأجنبية أفضل ومداومتهم للعمل مستمرة طوال الساعات دون وجود أي متطلبات اجتماعية ، فيحارب السعودي في رزقه وفي وظيفته . ولازال الأمل كبيرا بوزارتي التجارة والعمل للمتابعة والمراقبة لحماية شبابنا وضمان استمرارهم في التجارة التي هي تسعة أعشار البركة وكذلك لبقائهم في وظائفهم في القطاع الخاص الذي يجدون فيه اللوبي الأجنبي متحداً لحربهم وتنفيرهم ليخلو المجال لأبناء جلدتهم من حديثي التخرج والمندفعين للعمل بدعم من كبرائهم وبدون أي ظروف مجتمعية تؤثر على أدائهم لأعمالهم .