كيف نوقف المتعصبين؟
التعصب الرياضي أصبح خطراً يهدد الرياضة ولكن التوعية بخطورته تظل قليلة جدا قياسا بحجم الظاهرة وتشعبها.. فمثلا لا أذكر أنني حضرت خطبة جمعة وتعرض الخطيب إلى شأن عام يفيد المصلين مثل السلوك الرياضي والعنف والتعصب، ذلك أن خطيب الجمعة له تأثيره والمصلون في الغالب ينصتون ولايوجد في أيديهم ريموت كنترول (مثل التلفزيون) لتغيير الخطيب وبالتالي مسؤولية الخطيب كبيرة للاقتراب من الناس وطرح قضاياهم ومشاكلهم مثل مكافحة المخدرات وعدم العنف والابتعاد عن إيذاء الجمهور بعد المباريات الرياضية والحث على السلوك الحسن.. ومثل ذلك ينطبق على الإعلام التربوي وأساتذة الجامعات ومواقع الإنترنت والمسرح واللوحات الدعائية وشاشات الملاعب حيث تقل مثل هذه العبارات الإرشادية... إضافة إلى المعلقين الرياضيين الذين ينقلون المباريات لمدة ساعة ونصف ولكنهم مصدر للتعصب بانفعالهم وصراخهم بعيداً عن الروح الرياضية والهدوء والحث على الأخلاق الحميدة، وكذلك برامج التحليل الرياضي والحوادث المختلفة في القنوات والتي عليها تخصيص ساعات للسلوك الإيجابي والتشجيع النظيف والحث على الابتعاد عن العنف والتعصب الرياضي.وهناك أمر آخر يؤجج التعصب وهي روابط المشجعين في الأندية الرياضية، حيث إن من المهم أن يشرف رئيس النادي بمتابعة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب على روابط المشجعين في الأندية، وأن يكون لها مجلس يرأسه عضو من مجلس الإدارة لديه خلفية تربوية واجتماعية لضبط أسلوب التشجيع وترتيب وتنظيم المشجعين والحث على الأخلاق الحميدة والعبارات المناسبة والتواضع عند النصر والابتسامة عند الهزيمة وتطبيق المبدأ القرآني (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، ومحاولة نشر أساليب جديدة في التشجيع الرياضي، وترديد الهتافات المؤيدة للفريق، وتجنب أي شيء يسيء للفريق الخصم.. ومن هنا نستطيع أن نضبط هذه الروابط ونجعلها أكثر هدوءاً وطمأنينة. والمؤسف أن تجد بين بعض هذه الروابط مشجعين وافدين ومتقدمين في السن تستغرب من وجودهم بين الناشئة، وعلى إدارات الأندية التحقق من سبب وجودهم والحرص على التشجيع النظيف والتعامل الحسن.وأضيف كذلك إلى أهمية إعلان نتائج التحقيقات في بعض الأحداث الرياضية ومن ذلك ما حدث في مسابقة كأس ولي العهد بين فريقي الهلال والشعلة حيث لم تصدر وتعلن نتائج التحقيقات وما حصل في المباراة من تجاوزات أمنية وشغب لأن معاقبة المتسببين والحزم في هذا الأمر سيؤدي إلى ضبط الأمور وسيكون رادعاً لبقية الجماهير التي لا تحترم النظام وتسيء إلى أجواء المباريات. وأخيرا فإن هناك عوامل تساعدنا في كبح جماح التعصب ومنها أننا ولله الحمد لايوجد لدينا مراهنات قد تؤثر على حماس الجماهير نظراً للخسائر المادية التي قد تترتب عليها نتائج المباريات، ولا توجد مشروبات كحولية مثل بقية المجتمعات والتي قد تكون محفزاً للإثارة والعنف.. عدا ظاهرة انتشار حبوب الهلوسة والمسماة بالكبتاجون والتي ينشط مروجوها بين الشباب.. ولكن بحمد الله نتابع الحزم والبطولة التي يقوم بها رجال الأمن من منسوبي الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وغيرها من القطاعات الأمنية لمحاربة انتشارها وتهريبها وترويجها وهي سبب للعديد من الحوادث والمشاكل الأمنية.