قل موتوا بغيظكم
الحمد لله أن تهيأ لهذه البلاد قائد حكيم نبيل في منتهى العقل والحكمة وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي اتخذ خلال أعوام قليلة قرارات هامة في أسلوب سلس حازم واضح أخذ بالمصلحة العليا لاستقرار ونهضة هذا الوطن وتقدير الرجال العاملين المخلصين من أبنائه، وتمثل أحد هذه القرارات في تعيين الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز رحمه الله نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ليباشر أمور الدولة المختلفة بشكل عام، وهو الذي أدار منظومة الأمن بكل نجاح وتميز لسنوات طويلة من الزمن في ظل تحديات أمنية وجغرافية وزمانية ودولية مع الأخذ بمتطلبات العصر من تدريب وتطوير وتخطيط، فعمت الأفراح المملكة العربية السعودية وتوافد أبناؤها زرافات ووحدانا على وزارة الداخلية لمباركة هذا التعيين المسدد، ورفعت أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى بالشكر والعرفان على ما ألهمه خادم الحرمين الشريفين بهذا التعيين الصائب، وباشر الأمير نايف المهام كعادته رحمه الله، حيث الجدية ومصلحة الوطن وقيادة مجلس الوزراء وترؤسه في حالة سفر أو تعذر ذلك بالنسبة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله أو ولي عهده السابق الأمير سلطان رحمه الله، ثم بعد انتقال الأمير سلطان رحمه الله للرفيق الأعلى جاء قرار خادم الحرمين الشريفين التاريخي باختيار الأمير نايف وليا للعهد فكان محل ارتياح وتقدير لهذا القرار الحكيم وسعد المواطنون بذلك لمكانة الأمير نايف في القلوب وكفاءته وجدارته، وبعد وفاة الأمير نايف رحمه الله جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين لسمو الأمير سلمان حفظه الله وليا للعهد فكان نعم القرار ويمثل رغبة المواطنين الذين عرفوا الأمير سلمان وإخلاصه وجديته وحرصه على الصالح العام ودقته ومتابعة لشؤون الدولة وعلاقاته الواسعة، ثم قرار تعيين الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية وهو قرار صائب في محله لما عرف عن الأمير أحمد من فهم وتبصر بمكونات العمل الأمني كونه عضيد الأمير نايف لسنوات طويلة وواكب أحداث كثيرة وتميز عمله بالنظرة الثاقبة والحرص على العدل وخدمة المواطنين، لهذا كان اختيار وتعيين خادم الحرمين الشريفين الذي جاء في فترة زمنية وجيزة تدل على الحزم، وأن البلاد مستودع للرجال إن غاب سيد قام فينا سيد، بحيث جاء القرار محل تقدير وثناء ورضا الجميع، ولهذا أغاظ الشامتين والحاقدين على هذا الوطن المعطاء، وأكد تعاضد الجميع خلف قيادتهم الحكيمة ورأينا مئات الآلاف من المواطنين يعبرون عن سعادتهم بما حدث، وتوافدوا على الديوان الملكي وقصر الحكم وأمارات المناطق للتعزية وتأكيد الولاء والحب لهذا الكيان العظيم، أما الإنسان الممتلئ بالغل والحقد والكره فإنه لا يراعي حرمة الموت ولا يستحق وطنا عظيما ولاراحة وطمأنينة بل سيظل مثل الحية التي تموت بسمها، وعلى شبابنا ألا تأخذهم العاطفة والتأثر بالحاقدين في الإعلام الافتراضي المخترق من أعداء الوطن والذين يغيظهم الأمن والوحدة في هذا الكيان ويريدون لا سمح الله الفوضى والشتات، ولكن خسئوا ورد الله كيدهم في نحورهم.. والقافلة تسير والكلاب تنبح.