المسحل وخطوة أخرى نحو النجاح
ارتبط تحقيق المستويات الرياضية بتقدم أي دولة وأصبح مظهراً من مظاهرها وكنا في السابق نضاهي بمنتخبنا الأول لكرة القدم الذي كان يقدم مستويات مذهلة في سنوات مضت عندما تأهلنا إلى كأس العالم أربع مرات متتالية في خطوة غير مسبوقة لفريق كرة قدم في قارتنا والشيء الذي لم يحسب له حساب أن القيادات الرياضية التي توالت على الرئاسة العامة لرعاية الشباب حرصت على رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم وانشغل أغلب الوكلاء بالاتحاد على اعتبار أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في السعودية وعالميا وتناسوا أن إنجازات الرئاسة وما قدمت من أعمال مهما كبرت أو صغرت لا تقاس ولا يعد لها أي حساب في ظل إخفاق منتخبنا الأول لكرة القدم، بل إن إنجازات الرئاسة ومسئوليها من الرئيس العام مرورا بالوكلاء والموظفين أصبحت سمعتهم ومستقبلهم ونفسياتهم معلقة بما يحققه لاعبو كرة القدم من إنجازات فإن حقق بطولة ظهروا بصورة المنتصرين جميعا وإن أخفق طاحت أسهمهم وتكدرت خواطرهم وهذا ما لم يتداركه أصحاب القرار عندما تعلقوا بمنتخب كرة القدم حتى أصبحت الرئاسة أقرب ما لها الرئاسة العامة لرعاية كرة القدم وليس الشباب وأثبتت الكثير من التجارب التي خاضها الاتحاد السعودي لكرة القدم أن هناك علاقة وثيقة بين مستوى اللاعبين والتفوق والقدرات والإمكانات للاعبين وبالذات في الفريق الأول، فأثبت الفريق الأول فشلا ذريعا في جميع مشاركاته دون استثناء بما فيها مشاركته الأخيرة في بطولة كأس العرب بجدة، ورغم أن المسؤولين في اتحاد الكرة تداركوا الأمر بتشكيل إدارة لشؤون المنتخبات بقيادة الأستاذ النشط محمد المسحل والذي وجه وجهه لجميع مناطق المملكة فاختار الكفاءات المتميزة من المدربين والإداريين للعمل على المنتخبات السنية ثم شكل عددا كبيرا من المنتخبات ابتداء من سن 10 سنوات ووفرت لهم جميع فرص النجاح بعد وضع خطط طويلة المدى بحجة أن اختيار الموهبة المناسبة من الصغر هي أولى خطوات النجاح والتي تتيح أكبر فرصة لتحقيق الأهداف ولعل هذه المنتخبات والتي تعد قاعدة عريضة من الناشئين الموهوبين الذين لديهم الاستعداد لإعدادهم إعدادا متكاملا وفق الأسس العملية شريطة أن يستمر العمل مع هذه المنتخبات طوال العام ببرامج فنية مهارية وبرامج إدارية تثقيفية لوجود علاقة بين مستوى القدرات العقلية والتقدم والتفوق الرياضي، والتدريب العقلي يمثل الجزء الأساسي من إعداد اللاعب الناشئ للدخول في المسابقات، والكل يعترف بأن ليس لدينا مواهب كروية منذ رحيل جيل العمالقة ماجد ومحيسن ويوسف الثنيان وغيرهم، وذلك نابع من ضعف مخرجات الأندية والتي اتجهت للبحث عن اللاعب الجاهز لا إعداده وتجهيزه، ومن أجل مصلحة الوطن بقيت خطوة هامة على لجنة شؤون المنتخبات اتخاذها لأنها ستمثل الخطوة الصحيحة لمصلحة مستقبل كرة القدم في المملكة لأن الجميع احتاروا أين الخلل وما هو الحل، فالحل بتسريح فريق متهالك مع احترامنا وتقديرنا لكل ما قدموه طوال مشاركاتهم، عانينا منهم ومن أعذارهم، يبحثون عن مصلحتهم، فاللاعبون الموجودون في الساحة اليوم لا يعول عليهم في إعادة الثقة المفقودة للكرة السعودية لعدة أسباب لعل من أهمها ضعف إمكاناتهم الفنية والبدنية والمهارية، فالعمل معهم لن يكون له مردود فني وإيجابي مستقبلا لتعودهم على نظام تدريبي وغذائي ومالي ممل وروتيني سئمناه حيث أصبحوا يركزون على المادة أكثر من العطاء الفني وهمهم توقيع عقد واللعب في ناد جماهيري فضلاً عن ضعف مستوياتهم العلمية وعدم استطاعتهم على تقبل الأساليب الحديثة في التدريب أو تقبل الحوار مما أضعف عندهم الشعور بالمسؤولية وفقد التركيز وفاقد الشيء لا يعطيه، فعصرهم انتهى والاستعانة بمنتخبنا الجاهز تحت سن 22 سنة الذي بإمكانه أن يكون منتخب المستقبل، عناصره متكاملة، لاعبين شباب ذوي إمكانات فنية ومهارية هائلة تحتاج عناية وفرصة وثقة، قدموا أنفسهم خلال مشاركاتهم المتعددة بأسلوب احترافي، يبحثون عن متعة كرة القدم والانتصار ومن إعجاب الأمير نواف بن فيصل بهم سبق وأن جنّد وعرض نفسه كمدير أعمال لأي منهم فهذا الفريق عمل على إعداده أكثر من سبع سنوات كمجموعة متجانسة، فاللاعب ما بين 18 إلى 22 سنة إذا لم يعط الفرصة لإبراز ما لديه والاعتماد عليه فكبر عليه أربعا، أما منحه الفرصة لتمثيل منتخب المملكة الأول وتسخير الإمكانات فسيصبح لدينا منتخب نفاخر به ويعيد هيبة كرة القدم السعودية. يجب ألا نعود للوراء فما فات كثير والفرص تأتي مرة واحدة والزج بفريق شاب وعدم التردد سيضع عنوانا جديدا للكرة السعودية لأن العجلة تدور والأيام والسنين تمشي فمن يصدق أننا لم نتذوق طعم بطولة منذ أكثر من عقد من الزمن.. والله الموفق.