التعليم والمخدرات
لابد من الاعتراف بأن المدرسة وزميل الدراسة والفصل والأجواء المحيطة بالنشء من الممكن استخدامها للتحذير من المخدرات... فالصحيفة المدرسية والحوار المقنع وعرض نماذج المجرمين وما آل به الحال للمدمن من أهم الوسائل الاقناعية لاستخدام المعلم والمسرح المدرسي والمنهج للتحذير من المخدرات وهنا يمكن أن يشترك الأب والأم في هذا العمل لتسير الأسرة جنباً إلى جنب في محاربة المخدرات. وإضافة إلى ذلك الدراما والمسلسلات والأفلام المختلفة حيث نشاهد إقبال الكثير من الجمهور على متابعة المسلسلات والأفلام سواء كانت اجتماعية أو عاطفية أو فكاهية، فيمكن صياغة قصص وعرضها كمسلسل للتحذير من المخدرات وكيفية الإدمان والوقوع فيه.. ومثل هذه القصص لها أثر كبير على الناشئة للتحذير من المخدرات وإبعادهم عنها. ومن جهة أخرى فإن الدين مهم في التوعية بمكافحة المخدرات حيث تمثل العاطفة الدينية أساساً في مجتمعنا السعودي المتماسك لذا ينبغي استخدام الدين بأسلوبه الترغيبي المحبب إلى النفس في الابتعاد عن المخدرات وطاعة الله سبحانه وتعالى وذلك عبر عبارات تصاغ بأسلوب روحاني مؤثر وباستخدام الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة والأسلوب المقنع البعيد عن البكائية والشحن النفسي الطارد في العمل التوعوي.. وأرى أن المسجد لم يستخدم الاستخدام الأمثل في محاربة المخدرات فنادراً نجد في اللوحات التي توضع في المساجد أو من يقومون بالحديث بعد الصلوات أو أثناء خطب الجمعة من يتحدث أو يناقش موضوع المخدرات وخطورتها على المجتمع. وفي هذا الإطار نجد أن الإقبال الهائل للشباب على الرياضة من الممكن أن يكون مفيداً في استخدامها كوسيلة إقناع وهذا يتمثل في الحضور الجماهيري الكبير واستخدام اللوحات الإعلامية والشعارات على ملابس اللاعبين وشاشة الملعب والقنوات الرياضية والتحليل الرياضي والصحف الرياضية بحيث تكرس للتحذير من خطورة المخدرات. ويبقى من المهم أن من يتصدى لظاهرة المخدرات أن يكون متخصصا وباحثاً ومتمكناً أو له تجربة ناجحة في علم المخدرات والحمد لله أن المملكة العربية السعودية مليئة بالمتخصصين المميزين في هذا المجال في الجامعات السعودية ومراكز البحث ورجالات المكافحة الذين على رأس العمل أو الذين تقاعدوا ولهم سابق خبرة في هذا المجال أو من التربويين الذين ألفوا وكتبوا وعايشوا هذه المشكلة لسنوات طويلة وهم موجودون في مختلف المناطق وعلى كل مسئول في التوعية وأسلوب الوقاية حصر هذه الشخصيات كلٌ في منطقته أو مدينته والاستفادة منهم كخبراء وباحثين ومحاضرين.. وقضية المخدرات من أخطر القضايا ولا بد أن يوكل الأمر إلى أهله حتى نبتعد عن الاجتهادات وإضاعة الوقت في الأحاديث والكلام، وكما قلت هناك من يجيد الكلام باحترافية ولكن تمر السنوات دون أن نرى شيئا مفيداً وعملياً وتنفيذاً على بساط الواقع.