رمضان لماذا غيرناه..؟
لا أدري من هو صاحب بدعة تقليص الدوام في العالم الإسلامي خلال شهر رمضان أو تغيير المظاهر اليومية العامة في أوقات الصحو وأوقات النوم وطريقتنا في الحياة والمعيشة؟.. إذا لا توجد نصوص شرعية من الكتاب والسنة تسمح لنا في ذلك وأن نفسد الهدف الأساس من الصيام وهو التقرب إلى الله وطاعته فيما أمر والمشقة وكبح جماح النفس عن الملذات الدنيوية من طعام أو شراب أو غيره من مبطلات الصوم، وبهذا يكون الصوم له هدفه الرباني، وفيه العبادة الحقيقية التي شرعها الله وجعله صوم رمضان رابع أركان الإسلام. وبالمقابل لم يبحث واقعنا في الصيام بحثاً علمياً دقيقاً حول طريقة قضائنا يوم رمضان والنسب الإحصائية في ذلك. ولكن من يستقرئ الواقع وارتباط رمضان بالإجازة سنجد أن نسبة كبيرة من المواطنين وهم مجتمع الجامعات والمدارس وغيرهما من مراحل التعليم يبدؤون النوم من بعد صلاة الفجر وربما يتأخرون ساعتين أو أكثر ثم النوم إلى وقت الفطور وهذا ملموس وواضح لدى غالبية الأسر ولا أحد يستطيع تغييره. أما الموظفون فالسهر مستمر حتى الفجر ثم النوم لساعتين أو ثلاث والقدوم للعمل بنفسية سيئة وبإنتاجية ضعيفة لا تتفق وما يطلبه الدين الإسلامي من محبة وتسامح وجدية وانضباط وإنتاجية وهنا يأثم الإنسان ولا يحلل راتبه بأدائه السيئ وإنتاجيته الضعيفة وهذا أمر خطير ومهم لأن مصدر دخل الإنسان لابد أن يكون عن قناعة ووعي في مشروعيته ومن لا ينتج أو يتراخى فهو يأخذ مالا لا يستحقه والسبب أنه يريد أن ينفق وقته في الليل وهو وقت النوم والراحة في السهر ومشاهدة القنوات التلفزيونية والتجمعات المختلفة فيتأخر في نومه ويفوت عليه أداء واجب العمل والاستعداد له. ولهذا لابد من الاقتداء بالإسلام الصحيح والعودة لجذور واقع المسلمين في العهد النبوي وما تلاه فقد كان رمضان شهر عبادة وعمل وغزوات وإنتاجية ولا يختلف عن بقية أيام الشهر سوى في الاجتهاد في قراءة القرآن والعبادة والتقرب إلى الله بالصدقة ومساعدة الفقراء والمساكين والقيام بأعمال بر الوالدين وصلة الرحم والتسامح والمحبة والابتعاد عن الغضب والكسل والخمول والنوم الطويل. ولهذا أدعو لدراسة دوام رمضان وأن يكون دواماً طبيعياً حتى يشعر الإنسان بالجوع والعطش ولذة الصيام مع النوم في وقت مبكر لا يتأخر عن الثانية عشرة ليلاً فيأخذ الجسم راحته في النوم ويصحو للسحور وصلاة الفجر ثم يرتاح ويخرج في وقت مبكر لا يتأخر عن دوام عمله ويجتهد في الإخلاص والإنتاجية والعمل ويعود لقراءة القرآن والاستعداد للفطور بدلاً من هذه الحياة المزعجة حالياً من نوم في النهار وسهر في الليل.