الشباب والمسؤولية الاجتماعية
من أجمل ما يجلب للإنسان السعادة هو وجوده في أجواء الخير والرحمة والإنسانية، وقد قدم لي نادي الشباب ذلك في أمسية رمضانية جميلة عبر الإفطار مع مجموعة من الأيتام بحضور الأستاذ خالد البلطان رئيس النادي وعدد من المسؤولين والكتاب ونجوم نادي الشباب وذلك بتنظيم ودعوة من الأكاديمي القدير الدكتور فهد العليان للمشاركة في هذه الأمسية. وقد ورد الكثير من الآيات والأحاديث على فضل رعاية اليتيم، حيث قال تعالى: (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم) البقرة 215.. ويقول تعالى: (وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين أحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين) النساء36.. وفي البخاري قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهكذا)، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.. وأيّ منزلة أفضل من ذلك، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له: (أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ أرحم اليتيم وأمسح على رأسه وأطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك)، فكان مجالاً لكي ترق القلوب بالحديث مع هؤلاء الأيتام الذين يجدون العناية والاهتمام من أبناء مملكة الإنسانية لكن المطلوب أكثر من رجال أعمالنا ووجهائنا وأثريائنا وكانت فرصة أن أشاهد بعض النجوم عن قرب وتبادلنا الحديث مع بعضهم وأولهم المدرب الناجح ميشيل برودوم.. وهالني طوله الفارع وجسمه الرشيق وهو نموذج للياقة والأناقة، ووصفه خالد البلطان بأنه من أفضل حراس العالم وكان بجانبي خلال الإفطار مع الأيتام.. وبالمقابل أيضاً القوام المتناسق والطول الفارع ما شاء الله تبارك الله والأخلاق العالية للموهوب وليد عبدالله الذي كان قمة في التواضع وكان أكثر اللاعبين تفاعلاً مع الأيتام والتصوير معهم وهذا أروع ما يبقى للنجم، حيث الأجر والقبول من الناس ورضا الله عز وجل وكنت ممتعضاً أن يفوز لاعب بنجم الموسم الماضي وهو هداف لا غبار عليه ولكنه كثير الاعتراض على قرارات الحكام، وسجله حافل بالإنذارات وسريع الغضب والتصريحات المتسرعة.. وأتمنى في هذا العام أن يشترط في نجم الموسم أن يكون بلا إنذارات ومشهود له باللعب النظيف وأمثالهم كثر في ملاعبنا منهم في السابق فهد المصيبيح وعبدالله عبدربه.. وفي الحاضر محمد الشلهوب ووليد عبدالله؛ ولابد من إشاعة التسامح والصبر وعدم الغضب عند النجم وأن التميز الرياضي لابد أن يواكبه القدوة في التعامل والابتسامة والهدوء فشكراً وليد وبقية زملائك النجوم في المستوى والأخلاق. واستمعنا بعد الإفطار إلى حديث للدكتور فهد العليان وشرح عبر معرض أعد عن نشاط النادي في المسؤولية الاجتماعية واحتفالات تمت برعاية الأمير النبيل خالد بن سلطان وحضور علماء ودعاة وشخصيات اجتماعية كبيرة ومراكز صيفية لذوي الاحتياجات الخاصة ومسابقات لحفظ القرآن الكريم وأنشطة لرعاية أسر السجناء وغيرها وهذا جعل الشباب متميزا في هذا المجال ليس في المملكة وأنما على مستوى آسيا. فشكراً لخالد البلطان على جهوده الإنسانية والخيرية الطيبة وتحية للدكتور فهد العليان وفريقه العامل معه في المسؤولية الاجتماعية وفي اللجنة الثقافية والاجتماعية في النادي وهو جهد يستحق الثناء والتقدير والإعجاب وكم نحن بحاجة لمثل هذه الأنشطة الخيرية وزرعها بين النشء واللاعبين والجماهير الرياضية، وكان يومها فريق الشباب لديه مباراة افتتاح دوري زين حيث حرص المدرب على مغادرة اللاعبين بعد أنتهاء المناسبة استعداداً للمباراة أمام شقيقهم نادي نجران، فكانت وقوداً خيرياً رائعاً توج بفوز كبير لنادي الشباب بطل دوري زين العام الماضي فجمع بين التميز الخيري والرياضي.