2012-08-10 | 07:34 مقالات

خليل جلال

مشاركة الخبر      

يستحق خليل جلال أن أُفرد له هذا (المقال).. إنه اليوم أشهر بل وأفضل حكم كرة قدم في المملكة.. وهذا التميز لجلال لم يأت بطرق (المحسوبية) الشهيرة في مجتمعنا.. أبواب النجاح كانت تفتح لـ(خليل) لأنه كان يملك مفاتيحها.. قدرات لم تركن للموهبة ولكنها صقلت بالكفاح والإرادة.. لم أكن أعلم أن تأهيل حكم ليكون قادراً على قيادة مباراة في كأس العالم يتطلب برنامجاً إعدادياً طويلاً فيه من التخطيط والتنظيم والمتابعة الشيء الكثير.. لم أكن أعلم أن الأمر يحتاج إلى قدر كبير من الإرادة والتحمل قبل أن أستمع لـ(جلال) في لقائه مع (بدر الفرهود) في إحدى حلقات ذلك البرنامج اللافت (الدليل القاطع). التمارين المنتظمة والغذاء المتوازن والوزن المثالي واللياقة البدنية العالية.. إنه إعداد وتأهيل شبيه بذلك الذي يقدم لـ(رجل الفضاء). وإذا كان الكل يتفق على ما يتمتع به خليل جلال من حضور لافت في قيادة المباريات وهو ما كان واضحاً خلال مشاركته في مونديال جنوب إفريقيا الأخير وكذلك إدارته لكثير من المباريات المحلية الكبيرة.. إلا أن هذه المهنية العالية لهذا الحكم الدولي البارز -والذي بات مرشحاً أيضاً وبقوة للمشاركة في مونديال البرازيل- ليست وحدها ما يحرضني اليوم للاحتفاء به في (مرحى).. هناك بعد تربوي أخلاقي يبدو حاضراً في شخصية (جلال)، ظهر جلياً في موقفه الحازم في قضية (القزع) بتطبيقه الصارم للتعليمات بعد تأكيده في (الدليل القاطع) بأنه لا يقبله لأولاده.. إنها أبعاد مشرقة في شخصية خليل جلال كإنسان.. أستحضرها هنا لأقدمها لهذا الجيل من الشباب المغرم بكرة القدم.. نعم نحتاج إلى (المثال) في كل (مجال).. ذاك الذي يصنع القدوة بالسلوك وليس بالكلام. في وداع رمضان ها هو رمضان يذهب سريعاً.. بعد أن غمرنا ببركاته وأنسه الطافح.. كنا ننتظره (بعطش) حتى وهو يأتي في صيف ملتهب. جاء رمضان ليجدني (تائهاً) مع (قرين) موغل في (الغواية).. جاء رمضان ليأخذني في رحلة شهر هو أحلى من (العسل).. بعد أن قيد حبائل هذا (القرين) وأعوانه من مردة الشياطين. هل تشعر بأن لروحك جناحين.. وفي عينيك (طهراً) يهفو لآيات القرآن؟. عيناك اليوم -يا صاحبي- نضاختان بماء يغسل الخطيئة.. يروي نبتة التقوى.. إنها (الفطرة) تغذيها بـ (الحرمان).. تشعر بعطش الفقير وجوعه.. تصبر طاعة للرحمن، من علم القرآن.. أنزله على خير البشر في شهر رمضان. الحمد لله أن بلغنا رمضان، ومنحنا الفرصة لصيامه وقيامه وتلاوة القرآن والإحسان إلى المحتاجين، والدعاء لإخواننا المجاهدين، وللمرضى بالشفاء وللموتى بالرحمة.. الحمد لله الذي بلغنا رمضان لنغسل فيه خطايانا وإسرافنا في حق الله.. اللهم تقبل منا واختم لنا بخير واجعلنا من عتقائك من النيران.. اللهم أعد علينا رمضان.