متى نستثمر مشاركة منتخباتنا المدرسية؟
يشارك منتخبنا المدرسي في دورة الألعاب العربية المدرسية التاسعة عشرة التي ستنطلق اليوم الأربعاء بدولة الكويت الشقيقة، وتقام منافساتها في عدد من الألعاب المختلفة الفردية والجماعية، وكل عضو مشارك من وفدنا حريص على عكس الصورة المشرفة للمملكة مثلما يحرص على تحقيق نتائج متميزة، وهذا بطبيعة الحال يستدعي من كافة أعضاء البعثة العمل بروح الفريق الواحد.. الأمر الذي من شأنه أن يحافظ على سمعة الرياضة المدرسية السعودية والمنافسة الشريفة واحترام المنافس في حال الفوز أو الخسارة. ولا يغيب الحديث في كل مجلس عن الرياضة المدرسية وأهمية العناية بها على اعتبار أن الرياضة المدرسية هي القاعدة والأساس للارتقاء بمستوى الأداء التنافسي وتحقيق الإنجازات الرياضية التي تصنف بموجبها الدول كدليل على تقدمها، ولأن من أهداف هذه البطولة اكتشاف مواهب واعدة إلا أن ذلك لن يتحقق لغياب التخطيط الاستراتيجي العربي لاستثمار مثل هذه البطولات فتركز همهم على تحقيق الإنجازات الوقتية وغابت الرؤية المستقبلية التي ينتظرها كل متطلع لرياضة عربية حقة تنافس على المستوى الدولي. ويحزن المتابع عندما يرى أن التربية البدنية والرياضة المدرسية بوضعها وواقعها الحالي تمر بأزمة حقيقية باعتبارها جزءاً من الأزمة التي يمر بها التعليم، فبالرغم من شعور القيادات بخطورة الأزمة وإقرار خطة إستراتيجية مستقبلية للتربية البدنية والرياضة المدرسية تحمل مزيداً من عناصر التطوير إلا أن هناك كثيراً من المدارس مازالت دون المواصفات المطلوبة من حيث الإمكانات، الأمر الذي ينعكس بدوره حتى الآن على عدم قدرة التربية البدنية الرياضة المدرسية في تحقيق أهدفها فضلاً عن أن الجهود للنهوض بالتربية البدنية والرياضة المدرسية انحصرت في أضيق الحدود الروتينية الشكلية التي تقوم على الاستعداد الروتيني للمشاركة في مثل هذه الدورات أو تنظيم مثيلاتها، فبدايات الكثير من نجوم الكرة السعودية بمختلف الألعاب من خلال اكتشاف الموهبة وصقلها وتنميتها داخل المدارس بمراحلها المختلفة داخل المدرسة وما تحتويه من فعاليات وأنشطة ومنافسات أو خلال دروس التربية البدنية أو من تأثر الطالب واستفادته من الأنشطة الخارجية، وفي ظل عدم وجود لاعبين بارزين في المدارس حاليا فإن المنتخبات المدرسية بحاجة إلى دعم معنوي ووقفة جادة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتمكين طلاب المدارس الرياضيين بالأندية لتمثيل المنتخبات السعودية، لأن من يحضر هذه الدورات يرى أن التركيز لاينصب على بث روح التعاون والتآلف والترابط بين الناشئة العربية بل تنقلب للتنافس في أولمبياد عربي مدرسي الكل يتطلع لصدارة ترتيب الميداليات فيها، ورغم أن الإعلام شريك في الإنجاز إلا أنه للأسف مقصر بمنح مشاركة المنتخبات السعودية المدرسية والأنشطة الرياضية المدرسية ما تستحقه من التغطيه والبرامج الحوارية التي من المفترض أن تناقش مشاكل وهموم الرياضة المدرسية، وأتمنى أن يكون للإعلام بقنواته المقروءة والمشاهدة والمسموعة دور أكبر ويتم متابعة الأنشطة وعمل تقارير واستضافة أبرز المعلمين والإشادة بجهودهم والقيام بدور توعوي بأهمية الرياضة المدرسية ودعم القائمين عليها معنويا بمنحهم المجال لعرض خبراتهم ونقلها لزملائهم والتركيز على المواهب وتشجيعهم ودفعهم للتطور عبر إبراز إنجازاتهم الفردية، وبقي أن أذكر أن حسن العيد معلم التربية البدنية بمدرسة الأمير فهد بن سلمان بالدمام قد حصل على جائزة أفضل معلم على مستوى المملكة في مسابقة جائزة التميز التربوي التي تنظمها وزارة التربية والتعليم.