دراسة للتعديلات الجديدة
القانون أعطى الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب اختيار القيادات التي تعمل معه، وإصدار القرارات واللوائح التنظيمية المنظمة لعمل الرئاسة والاتحادات الرياضية، وقد أجرى تعديلاً على مواقع القيادات الرياضية بالرئاسة.. وإن صح التعبير تدوير مواقعهم، وأهمس في أذن من حظي بالثقة الكريمة منه بالشكر لله أولا ثم له لأنه أعطاهم فرصة جديدة.. في وقت كان الجميع يتطلع إلى تعديلات جذرية تطولهم ودخول دماء جديدة، وأكثر القيادات المكلفين تجاوزوا سن الخمسين عاما بكثير أطال الله في أعمارهم ومتعهم الله بالصحة، وهذه رؤية الأمير في تعيينهم وتحديد مهامهم لتحقيق أهداف الرئاسة. ومن وجهة نظر شخصية أرى أن الأمير نواف قد دخل تحديا جديدا مع هذه القيادات سيكون نهايته أولمبياد البرازيل وهم يعرفون جميع الأمور بالرئاسة وخفاياها أكثر منه، فخبراتهم تجاوزت الثلاثين عاما وفي كثير من الأحايين قد تكون التعديلات في صالح الرياضة السعودية التي لم تعد قادرة على قبول المبررات المعلنة للخسائر التي كانت تتحدث عن عجز مالي وفشل إداري ونظامي، والهدف الذي يدركه المسؤولون الجدد العمل للوصول لأفضل نظام يحقق النجاح المنشود ويحقق الصالح العام وسرعة الإنجاز والدقة والسلاسة وتقليل المخالفات المالية والإدارية والفنية وتسيير العمل داخل الرئاسة والاتحادات الرياضية لتكون متوافقة مع الميثاق الأولمبي ولاتتعارض مع الاتحادات الدولية والنهوض بالرياضة السعودية سواء على مستوى الألعاب الفردية أو الجماعية بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لظهور كوادر جديدة للرياضة السعودية، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة وأهمها هل يقحم القيادات الجديدة بالانشغال بعضوية الاتحادات الرياضة واللجان المختلفة وترؤس كل ورشة عمل وفي لجان إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم كسابقيهم أو سيتفرغون للعمل المناط بهم وهو ثقيل، الكل يدرك أن وكالة الشباب التي عين لها الأخ محمد القرناس كان يشغلها الدكتور صالح بن ناصر، وهذه الوكالة من وجهة نظري رغم كفاءة ابن ناصر إلا أنها ظلت معطلة رغم أنها أساس عمل الرئاسة بل قلبها النابض، فاكتفت الوكالة بلقاء كشفي وآخر اجتماعي وسفرة لوفد هنا وهناك تعقبها صورة تذكارية، فيما الوكالة هي التي تقود الشباب وتهتم بماذا يريدون منها وما يطالب به المجتمع من الدور الغائب الذي يمكن أن تلعبه الرئاسة في المجتمع من نشاط اجتماعي وثقافي ورياضي وشبابي، والقرناس طاقة هائلة من العطاء لايكل ولا يمل وسيحقق نجاحاً يغير به الصورة السابقة للوكالة، وسيعاني من عدم وجود موظفين على مستوى عصري ومن قلة الدعم المالي. وكذلك وكالة شؤون الرياضة بوجود الخبير الإداري فيصل النصار الذي مرت عليه جميع أعمال الرئاسة وقضاياها بحكم موقعه السابق في مكتب الأمير، وتحتاج وكالته إلى دماء وكوادر رياضية متخصصة هدفهم التطوير لا أن يكون همهم إعداد عروض للاتحادات كمن هم عند مداخل الجوازات.. ومحاباة هذا الاتحاد على غيره للحصول منه على سفرة كمرافق للوفد، وكذلك الحال إدارة الاستثمار عليها حمل بإيجاد حلول للمشاكل المالية للاتحادات والأندية وإتاحة الفرصة والوسائل لتنمية الموارد المالية لها من خلال السماح لها باستثمار جزء من منشآتها في إيجاد عقارات تدر عليها ماليا كوقف كما هو الحال سور الزمالك في مصر، وكذلك جزء من أموالها في أعمال محققة للربح رغم عدم وجود لوائح لذلك والعمل على تعديلها، الأمر الذي يساعدها على تطوير برامجها لأن الدعم المقدم من الرئاسة للاتحادات الرياضية قد يفي بمعسكر واحد في بلد أوروبي لبطولة خارجية. ومعهد إعداد القادة حيث كلف له الخلوق سلطان السويلم وهو ديناميكي لديه معهد بإمكانه أن يضاهي أكبر المراكز الرياضية بالعالم كمنشأة رائدة، وأن يطور السكن والمطعم وقاعات الدراسة والساحات لتكون أكثر جاذبية لأنه عاش تقشفا في عهد سابق لا مبرر له، وبإمكانه أن يكون مركز إشعاع للوطن واتحاد اللجان الأولمبية العربية. وتكليف سعود العبد العزيز كأمين له خلفا لعثمان السعد الذي أبلى بلاءً حسنا بلاشك بأن هذا الاتحاد منذ وفاة الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) لم يحقق أهدفه التي كان رسمها له طيب الذكر، فغابت غاياته وأصبح بدون ميزانيات وبدون كوادر ويتقشف في كل نشاطاته وحضوره باهت رغم أن السعد كان حازما وقويا وإداريا يمتلك خبرة تراكمت على مر السنين تشرب أبرزها من الأمير فيصل بن فهد. وسيعاني الاتحاد من الناحية المالية لعدم قدرته على استثمار الفرصة التي في يده من خلال حصوله على نسبة تصل إلى 40% من دخل الدورات الرياضية العربية. والعبد العزيز حيوي وديناميكي ووجه مألوف لدى الاتحادات العربية، فسينجح في مهمته وإن كان أهمها تجويد وتمتين العلاقة ودعم الدورات والبرامج النوعية لا دورات الترفيه، واللجنة الأولمبية السعودية وهي هرم الرياضة كلف لها محمد المسحل، فرغم أنه أظهر ملكاته في تطوير إدارة المنتخبات السعودية وبالذات مع الفئات السنية، أتمنى أن يتاح له الدعم الكافي بالكوادر الفنية والإدارية ليتمكن من التخطيط ووضع سياسة مع عمل مع الاتحادات وآليات ومعايير دقيقة للمشاركات وتقويم الإنجازات والمتابعة واستحداث إدارات جديدة تهتم بالشأن الأولمبي، والتواصل مع الاتحادات وتجاوز دور بعض رؤساء الاتحادات التي ستعطل عمله وتتجاوزه.ونتمنى أن يقف الأمير نواف بن فيصل خلف كل وكالة ودعمها ماليا ومعنويا ومتابعة كل برامجها في مقبل الأيام، وشكرا لجميع القيادات التي قدمت عمرها ووقتها وجهدها وشبابها في خدمة الوطن الغالي.. والله الموفق.