يوم وطني مجيد
قال أحد الزعماء: لا تنظر ماذا قدم لك وطنك ولكن انظر ماذا قدمت أنت لوطنك. وهذا الكلام نقوله ونحن نحتفل باليوم الوطني المجيد للمملكة العربية السعودية والذي يمثل يوماً تاريخيا مهماً لنا نحن السعوديون، فها هي بلادنا الغالية مصدر أمن واطمئنان وخير ورفاه وتحتل المرتبة الخامسة ضمن أهم الدول التي يرغب الناس بالقدوم إليها والعيش بها وفيها الحرمين الشريفين ودولة تحكم بالإسلام وترفع راية التوحيد، وشهدت المدينتان المقدستان أضخم مشاريع عمرانية مذهلة أسهمت في زيادة ملحوظة في عدد الحجاج والمعتمرين وبالتالي زيادة رسالة الدعوة للدين الحنيف وأعداد من يعتنقه وهم يشاهدون الفضائيات تنقل صلاة المسلمين وعباداتهم وأدائهم لمناسكهم بكل يسر وخشوع وطمأنينة. وخلال هذه السنوات شهدت المملكة تقدماً مذهلا في التعليم والإعلام والعمران والطرق والصحة والاقتصاد حتى أصبحت المملكة ضمن منظومة العشرين دولة الأكثر اقتصادا في العالم ولديها قرابة ربع المليون مواطن ومواطنة مع محارمهم وأسرهم وأولادهم يدرسون في مختلف دول العالم في تخصصات متقدمة ضمن أهم مشروع عالمي للإبتعاث الخارجي والاستثمار في مجال الموارد البشرية وإعداد القدرات الوطنية. لكن ماذا بعد كل ذلك وهناك شحن واضح في الإعلام الجديد لإضعاف الروح الوطنية وإرباك الولاء ودرجة معرفة هذه الجوانب الإيجابية في الوحدة والنمو والتطور لدى الشباب، وهذا ألقى بظلاله على المفاهيم لدى البعض حيث الكسل والخمول وعدم التفاعل مع العمل بجدية وإخلاص وحماس فزادت نسبة البطالة لضعف مخرجات التعليم ورغبة البعض من الشباب في أعمال سهلة ضمن عمل الحكومة حتى لو كان ذلك أقل دخلاً أو الاكتفاء بمعونة حافز. إضافة إلى ذلك بطء جهود وزارة العمل وتوظيف وتراخي رجال الأعمال والقطاع الخاص في توظيف الشباب والشابات ومنحهم المميزات المغرية للعمل من راتب مناسب وبدل سكن وتأمين صحي ودوام مناسب. ويضاف إلى ذلك الزيادة الهائلة في السكان مما أدى إلى تأثر المداخيل وزيادة الأسر والأفراد المعتمدين على الضمان الاجتماعي مع تهرب واضح من رجال الأعمال في أداء زكواتهم كما قال بذلك مؤخراً مدير عام مصلحة الزكاة والدخل الأستاذ إبراهيم المفلح، وكما ظهر في دراسات سابقة فإن التزام التجار بدفع زكواتهم كفيل بالقضاء على مشكلة الفقر بل ومشكلة السكن المتفاقمة. والأهم في نظري بث الروح الإيجابية للإنجاز والعمل حيث تحدث لي مسؤول في إحدى الشركات وهو متحمس للسعودة وتمنح شركته مرتبات طيبة لكنه قال وبعد تجربة طويلة بأن السهر عند الشباب يؤدي إلى تأخرهم أو غيابهم عن العمل مع فشل التعليم (كما هو فاشل في ضعف المهارات التي كشفها اختبار قياس)، أقول فشل التعليم في زرع روح المثابرة والجدية والحماس للعمل بحيث يرى الشاب أن الوظيفة في القطاع الخاص مؤقتة حتى يجد وظيفة حكومية يراها آمنة في الأداء والمرونة والدوام. فهل نستشعر هذا اليوم ونتذكر جدية الآباء والأجداد الذين بنوا هذا الكيان حتى وصل إلى ما وصل إليه وبالتالي واجب الشباب الكفاح والجدية والعمل المثمر للمحافظة على الإنجاز والعمل بحزم لمحاربة الكسل والخمول وضعف الدافعية للعطاء والنهضة والإصلاح؟.