2012-09-24 | 07:04 مقالات

الهدوء في يوم الوطن

مشاركة الخبر      

أتذكر خلال دراسة جيلي في المرحلة الابتدائية.. كانت مفردة الوطن واضحة لنا، وكنا نبدأ الصباح في المدرسة بالنشيد الوطني وبتحية العلم، وكان النشاط الطلابي يرتكز على تعزيز الولاء وحب الوطن بشكل واضح وجميل. لكن مع تداعيات ظهور فكرة الأممية والانطلاق من الوحدة الإسلامية ودعوات الإسلام السياسي في إحياء الخلافة الإسلامية ومبدأ إذابة الوطنية والحرب عليها وربطها بالإقليمية، والتوسع في القضايا المتعلقة بدول أخرى ومشاكلها السياسية ومايعانيه المسلمون هناك، فأدى ذلك إلى تقلص المفاهيم الوطنية داخل التعليم، وأصبح النشاط يخدم أغراضاً أخرى ليس منها الوطن بمفهومه الشامل الذي كنا نعرفه. ولاحظ وزير التربية السابق الدكتور محمد الرشيد أثناء زيارته للمدارس خلو معظمها من فكرة الوطن مع امتلاء أكثر مكتبات المدارس بكتب تحمل أفكاراً مؤدلجة تخدم أغراضاً حركية، فجاءت فكرة التربية الوطنية وتم إقرار المادة لسنوات التعليم العام، ثم مع موجات الإرهاب التي تعرضت لها المملكة حرص الدكتور عبدالله العبيد وزير التربية السابق على تعميق الولاء لدى الطلبة وتكثيف مفردة الوطن، فشهدت فترة وزارته توسعاً في الحفلات الوطنية وتعزيز الولاء وتخصيص حصص لليوم الوطني لشرح وحدة المملكة العربية السعودية والإيجابيات العظيمة التي تمت، وتم إقرار إجازة اليوم الوطني للدولة كلها وتفعيل نظام العلم وتحيته في المدارس بعد أن أخفاه المنهج الخفي الذي حذر منه الأمير خالد الفيصل. وصرنا مثل بقية دول العالم لنا يوم وطني مجيد نحتفل به ونذكر الأجيال بالوحدة والنصر والتمكين والجهود التي بذلها الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) ورجاله في هذا المجال. إلا أن أعداء الوطن لابد أن يحاربوا ذلك، وبدأوا يشنون هجوما على احتفالات اليوم الوطني والتقليل منها واستغلال بعض الأخطاء التي ترد من قلة من الشباب في الشحن ضد اليوم الوطني في طريقة سيئة لإجهاضه وتشويهه عند الناس. لكن الشعب السعودي الأصيل استمر ينتظر اليوم الوطني ويفرح به ويحتفل به، وحدثت حالات توتر واحتكاكات نتيجة أعداء الفرح وإثارتهم الفتنة ضد اليوم الوطني. وبحمدالله أعلن خادم الحرمين الشريفين بأن يكون يوم السبت إجازة ليكون الفرح يومين. وهنا المطلوب فتح الملاعب الرياضية والحدائق والساحات الشعبية والأسواق لتكون متاحة للاحتفالات مع العرضات الوطنية والرقصات الشعبية، وأن يكتسي الوطن بالأعلام الخضراء وبراية التوحيد، وأن تخصص المدارس والجامعات اليوم لهذا اليوم المجيد. وأطلب من الشباب الهدوء وقطع دابر من يحاول الإساءة لهذا اليوم وذلك بالاحتفال المتزن والتعبير الجميل دون مضايقة الآخرين، والتعامل مع التوترات والاستفزازات بشيء من الحلم والصبر والهدوء. حما الله وطننا العظيم.. ولنحتفل بفرح وسرور، ولنشكر الله عز وجل على نعمة الأمن والاستقرار والخير والرفاه، ولنعمل جاهدين جادين مخلصين لوطن أجمل وأروع وأكثر نهضة وتطورا وتنمية شاملة في شتى المجالات.