أين الجماهير

ظاهرة بدأت تأخذ أبعادا خطيرة وتدعو للتساؤل وذلك متعلق بالتناقص الملحوظ في حضور الجماهير لملاعبنا الرياضية . ومن يراجع أرشيف المباريات الكبرى لدينا بين الفرق الجماهيرية قبل عشر أو عشرين عاما يجد كثافة الحضور والإقبال الكبير من الجماهير الرياضية على المباريات وتجد أنك لا تستطيع أن تجد موطئ قدم في ملعب دولي مثل ملعب الملك فهد الدولي بالرياض إذ يكون مزدحما عن آخره . وفي الدوري الحالي شاهدنا الحضور الضعيف لمباريات كثيرة آخرها مباراة الهلال والشباب والتي كانت ذا مستوى فني مثير وجميل . بل أن أعلى مباراة لم تسجل أكثر من الخمسة عشر ألف مشجع مع فارق الزيادة الملحوظة للسكان بما فيهم المقيمون الذين يصل تعدادهم قرابة الثمانية ملايين مقيم عن السابق . ولا شك أن الأمر محير ويحتاج إلى دراسة علمية وألا يترك الحبل على الغارب كما لا يمكن تجاهل وجود محاولات متطرفة لصرف الشباب عن الرياضة وإشغالهم بأفكار تبث عبر الإعلام الجديد لإبعادهم عن مناشط الرياضة الرسمية ويعود ذلك إلى ضعف واضح في التنسيق مع وزارة التربية والتعليم بل إن مدير تعليم ناجح مثل الدكتور عبدالعزيز الدبيان مدير التعليم السابق في مدينة الرياض تفاعل مع حدث وطني ونسق للطلبة لحضور المباريات ولكن هذا التفاعل له من يرفضه والدكتور الدبيان حاليا في مكان آخر بعيدا عن التربية والتعليم . وبحكم التجربة والخبرة في هذا المجال كان هناك من العاملين في التربية والتعليم من يرى أن الرياضة خروج عن المألوف ناهيك عن إشراك الطلبة وتشجيع حضورهم المناسبات الرياضية . وأرى أن يربط الناشئة في مناطق المملكة بحضور المباريات وتشجيع فرقهم وذلك في إجازة نهاية الاسبوع وهذا أفضل لأولياء الأمور في أن يذهب طلبة التعليم العام تحت إشراف مدرسي من معلمي التربية الرياضية بدلا من ذهابهم بشكل فرادى غير منظم . كما أتمنى من اتحاد كرة القدم تشجيع الحضور عبر فعاليات ومسابقات للجمهور والنظر في فتح الملاعب الرياضية للعوائل وكذلك حث الأندية على التعاقد مع نجوم بارزين ومشاهير من دول لها مقيمين في المملكة مثل مصر والسودان واليمن والأردن والهند والفلبين وغيرها .والموضوع يحتاج إلى عناية ودراسة وتناقص الجمهور يعني عدم اكتراث بالمسابقات وتجاهل لها.