2012-10-24 | 06:28 مقالات

رياضتنا المدرسية

مشاركة الخبر      

إن المملكة العربية السعودية وهي تتطلع إلى ترسيخ مكانتها للمنافسة عالمياً بتحقيق التحول نحو مجتمع المعرفة، والاقتصاد المعرفي، تدرك أهمية إصلاح التعليم وتطويره كمطلب رئيس ضمن منظومة الإصلاحات لتنمية وتطوير الموارد البشرية والعقول المنتجة للمعرفة، والتي تمثل العنصر الحاسم لمختلف أوجه تنمية المجتمع. ولعل وثيقة والدنا وراعي التعليم الأول في مملكتنا «خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ـ حفظه الله ـ لتطوير التعليم» لأكبر دلالة على وعي القيادة بأهمية هذا المجال الذي هو منطلق التقدم التقني والعلمي والحضاري، وما مبادرته ـ أيده الله ـ بإنشاء مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام إلا دليلاً على الرغبة الصادقة نحو التطوير الذي يأمل أن يراه كل مسؤول ومواطن على حد سواء واقعاً نعيشه في صروحنا العلمية ومجتمعنا سعياً لبناء مجتمع مثقف علمياً، قادراً على إنتاج المعرفة واستثمارها. وتواجه التربية والتعليم تحديات عظيمة وأضحت في وقت أشد ما تكون فيه حاجة إلى التغيير والتطوير لمواكبة ما يتميز به هذا العصر من ثورة علمية في المجالات التربوية، وما يدعمها من وسائط وتقنيات، كالحالات العلمية الافتراضية، وما ينبثق عنها من مختبرات ورحلات وأدوار افتراضية. وليس هناك اختلاف بين الخبراء في العالم على أن التربية هي المفتاح الأول والأهم في جهود الأمم نحو التطور، فبقدر ما تكون التربية ناجحة بقدر ما تحصل الأمة على نصيبها من التقدم وفي إطار ذلك تنبه سمو وزير التربية والتعليم إلى تلك التحديات العالمية، والتطلعات الوطنية، فتبنّت الوزارة خططاً إستراتيجية عديدة سأتحدث عن أهمها بالنسبة للوسط الرياضي وهي خطة إستراتيجية طموحة لإحداث التغيير والتطوير للرياضة (الإستراتيجية الوطنية للنشاط البدني والرياضة المدرسية) الذي يعبّر عن رؤيتها ورسالتها التي حددتها واضعة نصب أعينها الحفاظ على القيم الراسخة لعقيدتنا الإسلامية، ولمجتمعنا السعودي، ليتم الانتقاء من قاعدة عريضة في مختلف الرياضات ولإيجاد مخرجات نوعية من الطلاب الأصحاء والرياضيين ورفعت شعار منتخب المملكة (2022)، ولكوني عملت مع فريق الإستراتيجية في بداية تكوينها وبواقع خبرتنا ومعايشتنا نقدمها اليوم للمناقشة والتحليل والنقد لأننا نؤمن بأن الفكر ملك للجميع ونحن في مجتمع مترابط وما نأمله أن تتوصل الإستراتيجية لكي تصبح الرياضة المدرسية محل اهتمام وتقدير القيادات التربوية الرياضية وصناع القرار، ومن المؤسف أن يقال لي من بعض الزملاء في الوزارة أنت نصبت نفسك وصياً على الرياضة المدرسية في الوزارة وهو يعي بأنني عملت فيها وعايشتها أكثر منه بمراحل والحقيقة التي تشكر عليها الوزارة أن الدعوة إلى الإستراتيجية للرياضة المدرسية من أجل التوصل إلى نظام رياضي تربوي للنشاط البدني والرياضة المدرسية فكرة تربوية رائعة نتوقع أن تعطي ثمارها إلا أنها تحتاج أن تجد أرضية خصبة لمن هم مشرفون وتنفيذيون في الوزارة عليها مباشرة من خلال توليفة قوية تجمع المشرف العام على الرياضة بالوزارة الدكتور محمد الرويشد ومدير الإستراتيجية مأمون الشنقيطي وسعد السند رئيس قسم النشاط الرياضي تجعل هذا الفريق يعمل في اتجاه واحد وقد يكون تحت مظلة واحدة في الوزارة أو في مشروع تطوير اليوم من هم في الوزارة كإدارة النشاط الرياضي والقائمين على مشروع تطوير يحتاج أن يندمجوا في إدارة واحدة لينطلقوا في عمل موحد مازلت أرى بأن تعدد الجهات المسؤولة عن الرياضة المدرسية في الوزارة يفقدها هيبتها وقوتها، فالنشاط الرياضي يفضل أن ينطلق ويوظف عمله لخدمة الإستراتيجية وهو صاحب الميزانيات والسفريات وباقي الأقسام لديهم قيادات ومهمات والكل يرغب في رضا صاحب المال لا صاحب الفكر، وأنا أتحدث من واقع تجربة فقد عانيت عندما كنت في الإشراف التربوي بالوزارة من عدم استطاعتنا أن نلتف حول بعضنا في إدارة واحدة بل وصل الأمر بأنه لا يوجد تنسيق نهائياً رغم الاجتهادات التي لم تنجح وهذا ما أضعف الرياضة المدرسية، فمشكلة الرياضة المدرسية من القائمين عليها أنفسهم واليوم الإستراتيجية تحظى بدعم سمو الوزير، والباقون ينفذون الأجندة لكننا في ضوء الرؤية المتكاملة للإستراتيجية والإيمان الكبير بدور الوزارة وبوجود سمو الوزير ودعم نوابه ووكيل التعليم متفائلين بالنجاح، أنا أدرك كما يدرك غيري أن نجاح الإستراتيجية هو الملاذ المنشود للنهوض بالرياضة المدرسية بشكل خاص والرياضة بشكل عام ونشر القيم الجميلة المعروفة قيم المحبة والتفاهم وتضييق الفجوة، ولعلنا ننتظر إعلان اتحاد للرياضة المدرسية وانطلاقة المرحلة الأولى من الإستراتيجية قريباً، حيث من المتوقع أن يسهم في دعمها مستقبلاً جهات وأناس آخرون، ولعل عمل الوزارة يكون نموذجاً واضحاً ومحدداً للربط والارتباط والتكامل بصورة لا جدال فيها.. والله الموفق.