مزاحمة الحجاج والأضحية
بمتابعة بعض الصحف ومواقع الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي تجد مقالات وتعليقات عن الحج لدعاة وأكاديميين سابقين وكتاب من قلب الحدث في الحج يصفون الخدمات ويترصدون أي خطأ بهدف الإساءة للجهود القائمة ومحاولة تضخيم الأخطاء وإبرازها بشكل يخلق رأيا عاما وتذمرا من الخدمات المقدمة للحجاج. والغريب في الأمر أن هؤلاء يحجون كل عام مزاحمين للحجاج ومخالفين للتعليمات التي حددت الحج بخمس سنوات. وهنا نأسف أن يأتي هذا الأمر من مواطنين أو مقيمين يتجاهلون حجم الجهود والخدمات والإنشاءات العمرانية الضخمة للمشاعر المقدسة والحرمين الشريفين وجسر الجمرات وغيرها من الخدمات المذهلة بينما لو بحثت لمقالة واحدة أو خطبة أو توجيه حول أهمية عدم تكرار الحج أو حول توعية بعض المواطنين والمقيمين بعدم الافتراش أو الحج دون تصريح أو عدم نقل المتخلفين ومن يحج دون تصريح لتعذر وجود توجيه واحد فقط لهؤلاء فلماذا هذه السوداوية والنقد الحاد وتجاهل الجهود التنظيمية المختلفة وعدم التفاعل مع الحملات التوعوية ثم ما إن تقع حادثة أو مشكلة بسيطة إلا وتجد التشفي والاستهتار والنقد الحاد والسخرية وهو لم يسهم بأي شيء للعمل والتوعية بشأن أوضاع الحج بل ويحج كل عام ويزاحم الحجيج ويفرغ نفسه من المشاعر المقدسة بمشاركاته عبر الإنترنت وكأنه يقول هاأنذا بينما المطلوب منه التفرغ للعبادة والتقرب إلى الله عز وجل إذ لا رفث ولا جدال ولا فسوق في الحج.وهنا أقول لهؤلاء السلبيين اتقوا الله ولا تقللوا من جهد ضخم يبذل وهاهم الحجاج ولله الحمد يتحدثون لقنوات بلدانهم ويثنون على الجهود المبذولة ويعبرون عن شكرهم وتقديرهم لهذه البلاد وترى في أعينهم ومشاعرهم الفرح والسعادة بوجودهم في مكة وكثير منهم يفاجئون بحجم الخدمات المتميزة التي يجدونها ويشكرون الدولة السعودية على ما تقدمه من عمل وجهد منظم ولله الحمد لا يدعي الكمال ولكن يتقبل الرأي المخلص والملاحظة الصادقة بما يطور الخدمة ويرفع من مستواها. وأخيرا التزموا بعدم تكرار الحج وافتحوا المجال لغيركم واعملوا لتوعية المواطنين والمقيمين في ذلك حتى تتضافر الجهود بقلب واحد لخدمة ضيوف الله ومساعدتهم على القيام بمناسكهم بيسر وطمأنينة.أما الموضوع الآخر من المقال فهو توجيه موفق من فضيلة الشيخ عبدالله المطلق بشأن الأضحية التي تذبح عن الموتى وذلك بتحويلها إلى صدقات جارية لمساعدة الفقراء والأيتام ورعايتهم وأن الأضحية للميت لم يفعلها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يضحي عن أم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ ولا عن أحد المتوفين من أحبابه وبالتالي الأضحية عن الحي فقط وبيّن فضيلته أن تزايد الأعداد الكبيرة للتضحية للمتوفين أدى لارتفاع كبير في أسعار الأضاحي وتأثر الثروة الحيوانية في المملكة مما يتطلب العمل في وسائل مشروعه تخدم الميت كصدقات جارية طول العام كرعاية الأيتام وغيرها، وهنا أقول إن هذا توجيه مبارك من الشيخ المطلق لعل الناس تستفيد منه بدلا من تزايد عدد الضحايا الذي تحول عند البعض لأسلوب مفاخرة وتباهٍ ورياء في إبراز عدد الضحايا كنوع من التميز والمباهاة.