إسماعيل.. لن يلعب في (سانسيرو)
تركنا فينيسيا الفن والحب والجمال.. وما زال في النفس رغبة في البقاء.. ولو لليلة أخرى نكحل أعيننا بـ (عاشقة البحر) تلك التي غرقت بحبه وتحولت إلى أجمل (عروس).. أيها البحر العاشق للبندقية.. (لست وحدك حبيبها).. كلنا نحبها.. نأتي من (الشرق) لنشهد مع الحمائم والنوارس احتفالك بها في (ليلة من آلاف الليالي) على مر الأزمنة والعصور.. وفي الصباح لن (نسكت عن الكلام المباح) عن هذه العاشقة وحبيبها.. وأولئك الذين يغنون فوق (الجناديل) البحرية السوداء ذات المقاعد الوثيرة.. إنه احتفال بهيج.. يدعوك لكي تكون في كامل أناقتك.. ولباقتك. وانقضت تلك الأيام الجميلة، وها هو القطار يأخذنا من وسط البحر إلى خارج المدينة العائمة.. وجهتنا الجديدة كانت (ميلان) الإيطالية.. مدينة الأزياء والتسوق.. هكذا ترى (المدام).. أما أنا والمهوسون مثلي بالرياضة فنراها مدينة الـ (أ سي) والـ (إنتر) الفريقين العريقين اللذين لعب لهما رونالدينيو وكاكا وإيتو وغيرهم من نجوم كرة القدم في العالم.. وصلنا إلى محطة القطار الرئيسية في ميلان قرابة الساعة العاشرة مساءً.. وفي التاكسي حيث كنا في طريقنا إلى الفندق كانت (إيطاليا) تلعب مع (الدنمارك).. عرفت ذلك من السائق بعد سؤالي له عن موقع (سانسيرو) الملعب الشهير في (ميلان) ليخبرني بأن المباراة تجرى فيه الآن، وأدار جهاز الراديو ليخبرني بأن إيطاليا متقدمة بهدف.. ثم أضافت هدفاً آخر.. كل ذلك كان في الشوط الأول قبل أن نصل إلى الفندق لأكمل مشاهدة المباراة هناك والتي انتهت بثلاثة أهداف مقابل هدف. قلت للمدام آمل أن نتمكن من زيارة هذا الملعب الشهير.. كنت أنظر إلى ابني اسماعيل صاحب الثلاث سنوات قبل أن أضيف: أريد أن ألتقط صوراً مع (إسماعيل) عله يصبح لاعب كرة شهير يجني الملايين.. يلعب مع المنتخب ويهزم (الطليان) في عقر دارهم.. من يدري؟.. قالت المدام وقد كانت تستمع إلى باهتمام: (فال الله ولا فالك).. قلت لها بإصرار: أريده أن يعوض ما فاتني حيث كنت لاعب (حواري) خطير.. أعود إلى البيت مغبراً كل يوم وتقول لي أمي: (روح غير هدي الهِيبة.. هِيبة حفارين القبور).. و(هِيبة) بكسر الهاء.. تعني عند (أهل الحجاز) شكل.. وليس لها علاقة بـ (الهَيبة) بفتح الهاء، والتي تعني الوقار.. إنها أقرب إلى (الهبهبة).. يعني (البهدلة)، وأظنكم تعرفونها جيداً.. نعم لقد كان ذلك الزمن زمن (البهدلة).. مقابل عائد مادي بسيط.. كان يعني الكثير لأولئك البسطاء (المهوسين) بكرة القدم.. والذين حققوا أمجاد الكرة السعودية وأوصلوها إلى قمة الهرم الآسيوي واللعب في كأس العالم أربع مرات متتالية.. واليوم هو زمن أكل الملايين على طبق من ذهب.. نعم.. كنت أحلم بأن يصبح إسماعيل لاعب كرة يا (مطلق) حتى وإن عارضت المدام.. وكنت سأوافق على تسجيله في الهلال أو حتى في الاتحاد الغريم التقليدي للأهلي.. ولكنني تراجعت وأنا أرى الكرة تأخذنا إلى تحول (اجتماعي) خطير.. إنها (الإثارة) تأتي في مرحلة (إفلاس) كروي.. لم ننته من تلك الحوارات (الهابطة) في البرامج الرياضية على القنوات الفضائية لنشهد اهتمام الإعلام الرياضي بخبر خطوبة اللاعب نايف هزازي من الفنانة (المغنية) بلقيس، وتناول هذه الخطوبة الشهيرة من مقدمي تلك البرامج الرياضية بشكل (غير عادي) وفي نفس الوقت اعتبارها (أمراً عادياً).. حيث ذهبوا يركزون على توقيتها وأثره على أداء اللاعب في مباراة الذهاب في نصف النهائي الآسيوي.. متجاهلين ذلك الأثر الكبير لهذه الخطوة غير المسبوقة ـ للاعب (سعودي) شاب مشهور ـ على ملايين المتابعين له والمعجبين به.. القزع على رأس (هزازي) ما زال باقياً بـ (حصانة) آسيوية والاقتران بـ (مغنية) تأتي اليوم بمباركة إعلام (محلي).. أعرف أنه (زواج شرعي).. ولو كان (نايف هزازي) هو (عبده هزازي).. ذلك الشخص الذي لا أعرفه، ولا أخالكم تعرفونه، لما كنت مهتماً لو تزوج (عبده) ليس من (بلقيس) بل حتى من (فيفي عبده)، وراح يرقص معها كل ليلة حتى الفجر.. نحن لا ندعي الفضيلة ولكننا نؤسس في التعليم مبكراً من أجل ترسيخها، وتعمل كثير من المؤسسات الحكومية في هذه البلد الفريدة العزيزة بدينها وقيمها على نشر هذه الفضيلة والمحافظة عليها.. حكاية زواج (نايف وبلقيس) تصلح أن تكون حكاية أو رواية غربية.. وربما حققت أعلى رقم مبيعات لأنها جمعت ما بين الفن الغنائي والرياضة.. ولا أدري هل هناك علاقة وثيقة بينهما.. لقد تذكرت قول زوجة أخي وهي تقدم نصيحتها لأحد أبنائها قائلة: اعمل أي شيء إلا أن تكون (مطرب) أو (لاعب كرة).. لن أقول مثل ما تقول القلة: (وافق شن طبقه).. وسأستجيب لرأي كثيرين بأنها حرية شخصية ملقياً اللوم على إعلام رياضي محلي (تائه).