2012-11-18 | 07:24 مقالات

ميسي وبيل جتس

مشاركة الخبر      

خطف النجم الأرجنتيني العالمي الأضواء إثناء زيارته للمملكة مع منتخب بلاده الأرجنتين، وأصبح محط اهتمام الرياضيين وقطاع الشباب والمال والاستثمار والإعلانات الرياضية، بل إن الشكوك لازمت الكثيرين حيال حضوره مع منتخب بلاده، ولكنه حضر وأسهم ذلك في نجاح زيارته للمملكة.ولهذا كان الاستقبال عفويا ولم تتخذ الاستعدادات اللازمة ولا نعرف سبب الفوضى التي حدثت، وهل هي مسؤولية اتحاد كرة القدم المؤقت أو الشركة الراعية التي تولت التنسيق والترتيب لهذه المباراة الدولية الهامة بحضور أفضل لاعب في العالم حاليا، لكن أعتقد أن الحدث كان يتطلب إشراف ومتابعة جهات رسمية لها خبرتها في المراسم والتنظيم، بحيث يرتب الاستقبال بشكل سلس ومنظم بعيدا عن الصورة التي ظهر بها والتي كان فيها اللاعب ورشاش أحد الأفراد العسكريين موجهاً له محل توتر واندهاش وسخرية في الصحافة العالمية. لكن الحدث الأبرز هو المستوى المشرف الذي ظهر به المنتخب السعودي ولاعبوه من صغار السن، وإحراجهم للفريق الأرجنتيني ونجومه الكبار بل والتفوق عليه في بعض فترات المباراة وإضاعة عدد من الفرص المحققة وهذا أمر يدعو للتفاؤل، والأهم أن يستمر هذا الأداء ويتطور ولا يكون فقاعة صابون. وهناك أمر مهم هو أنه رغم النجاح الكبير لهذا النجم العالمي والشهرة التي وصل إليها إلا أنه اشتهر بأخلاقه وتواضعه وسيرته الطيبة وابتسامته الودودة، فلم تغيره الشهرة والجاه والمال بل عرف عنه دعم الفقراء والبسطاء والجمعيات الخيرية ممايدل على عقلية ناضجة لهذا النجم الكبير. وقد ظهر ذلك في بساطته في السلام والتصوير مع الجماهير، بل إنه خصص وقتا للتصوير مع صغار السن معطيهم الأولوية ومعتذرا للكبار وهذا يدل على إنسانية وتواضع وسماحة نفس وسعادته في إدخال البهجة والسرور على الصغار، وهو أمر سيكون له مردوده على أهاليهم الذين سيسعدون لسعادة أطفالهم. هذا السلوك ذكرني بالثري العالمي والعقلية الجبارة مؤسس مايكورسوفت بيل جتس الذي يعطي المثل الأجمل في كرم ونبل وشهامة الإنسان إذا خصص الكثير من ماله وجهده وأفكاره للعمل الخيري والذي تستفيد منه شعوب العالم وأكثرهم من المسلمين. ولعل بعض نجومنا الرياضيين الذين عرفنا عنهم سرعة غضبهم وعدوانيتهم في السلوك وفي الكلام وقلة مشاركتهم في العمل الإنساني والخيري يتمثلوا في سلوك اللاعب ميسي وبساطته وسماحة نفسه، وأن اللاعب أخلاق وأدب وتواضع وهذا هو ديدن المسلم ومايطلبه الدين منا وليس مانراه من خشونة ونزق وتوتر إضافة لعدم انضباط في التمارين وفي اللياقة مع السهر والتعامل السيء مع الآخرين. وأخيرا هذا الدرس أهم ما تعلمه لاعبونا من ميسي حيث النجومية في الأداء والمهارة في اللعب مع التواضع والسماحة وقضاء وقت كبير في المشاركات الإنسانية والخيرية بل والتبرع بسخاء من قيمة عقده مع ناديه برشلونة أو من الإعلانات والدخل في مختلف جوانب الاستثمار الرياضي.