بورك لأمتي في بكورها
عن صخر بن وداعة رضي الله عنه قال، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) صدق الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. وهذا الحديث يعطي منهج حياة نفتقده حاليا بشكل ملاحظ ومن أخل بالتوجيه النبوي فإنه يكون في آخر الصفوف من الحياة، فهذا الطالب الذي يسهر الليل ثم ينام ساعات قليلة ويقوم متثاقلا فإنه يجد صعوبة في بداية يومه الدراسي ومعاناة في الالتزام بالحضور الصباحي، وإذا كانت إدارة المدرسة حازمة وهو قليل هذه الأيام فإن الإنذار وإبلاغ ولي الأمر وربما الفصل من المدرسة وضياع الدروس وبالتالي الفشل وضياع الدراسة، ونفس الأمر بالنسبة للموظف أياً كانت وظيفته معلماً أو مهنيا أو متسببا. وهذا الكسل والخمول زاد بشكل ملحوظ وأصبحت ثقافة عامة وبالذات في بعض مناطق المملكة ماعدا المنطقة الشرقية التي يسودها ثقافة شركة أرامكو، حيث الدقة والانضباط والنوم المبكر والاستيقاظ المبكر، وكذلك ثقافة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. لكن حتى هذه الثقافة بدأت تتأثر ويقول أحد أبناء المنطقة الشرقية إننا تعودنا النوم مبكراً حتى بدأنا نتأثر بثقافات من مناطق أخرى انتقلت للعيش والعمل عندنا، فبدأنا نعرف ظاهرة السهر وبدلا من أن نغيرهم بدأوا بتغييرنا. وجمعتني إحدى الرحلات في الطائرة بقيادي في شئون الموظفين في إحدى الشركات الكبرى وسألته عن برنامج السعودة فقال: إنه عمل جاهداً في توظيف السعوديين ومنحهم الحوافز المناسبة لكن كانت أكبر مشكلة تمثلت في التأخر في الحضور للدوام وعندما نسألهم قالوا إنهم يسهرون مع أصدقائهم وهذا يربك العمل ويؤثر على الانضباط ومعاناتنا مستمرة مع هؤلاء الشباب، وسألته عن السبب فقال فتش عن التعليم لأنه هو من يزرع ثقافة الجد والاجتهاد والانضباط . وهنا أقول للجميع إننا نعاني من مشكلة كبرى تؤثر على حياتنا وأعمالنا وخطط التوظيف لدينا، ولابد من جهد توعوي ونظامي لمحاربة السهر وتعزيز المهنج النبوي في البكور. وأن يتم قفل المحلات التجارية جميعها في العاشرة مساء، وأن نقوم بحملة عبر خطباء الجوامع والدعاة والمدارس ووسائل الإعلام وغيرها للتحذير من خطورة السهر، وأن الإنسان المنتج والطموح يجب أن ينظم وقته ويبدأ يومه مبكراً فينال إعجاب رؤسائه ومعلميه وينال قسطاً وافراً من النوم ويكون منظماً منتجاً في حياته مما يؤدي إلى مستقبل طيب بإذن الله.