في البحرين.. تنتصر المحبة
حينما نلتقي على المحبة وتلتقي مصالحنا سيكون (انجاز أحدنا اضافة للآخر).. إنها الحكمة التي أؤمن بها ولا أدري إن كانت قد سطرتها أيدي الحكماء من قبل أو أن صاحبكم قد جاء بها.. ولست بهذا أدعو الى (حشري) في زمرة الحكماء لأن الحكمة - يا قوم - قد تؤخذ - كما تعلمون - من أفواه غير العقلاء! ولأنني بكامل قواي العقلية في زمن وعى فيه الطفل حقيقة الأمور وما يحاك في الجلاء وما يدور.. ولم يعد هناك ما يخفى فإنه من الجدير بنا ونحن نشهد مناسبة رياضية أصيلة هي دورة الخليج العربي في نسختها الحادية والعشرين أن نسعى الى تأصيل هذه الحكمة نصنع منها آلية عملية تأخذ بأيدينا الى درجات أعلى من الازدهار والتفوق.. نتجاوز بها شعارات الروح الرياضية التي تدعونا الى التنافس بأخلاق، والتواضع عند النصر والابتسام عند الهزيمة.. لأن التواضع قد يكون (ادعاء)، أو قد يخفي وراءه (كبرياء).. والابتسامة التي قد تظهر على محيا الفائز ربما جاءت (صفراء)! إن ما نحتاجه بالفعل لنجني ثمار جهود بُذلت وأموال صُرفت أن نبارك للفائز وأن نحتفي به.. قبل أن نستخرج أسباب التفوق التي أهلته ليكون الأجدر بالفوز وبالكأس وبالانجاز. دعونا نؤصل عبر بوابة الرياضة مبادئ التعاون على الخير في (خليج الخير)، من خلال المنافسة التي تصقل جهودنا وتجاربنا لنتقاسم الفرح بانجاز تفوق فيه أحدنا.. وما كان له أن يتفوق لولا تواجدنا معه في ميدان التحدي. إننا شركاء دين وأرض وتراث وحضارة.. إننا أهل كرام.. ولا يلتقي الكرام إلا على المحبة أعود للخليج وكأسه الثمين لأضع الجميع في دائرة الترشيح طالما أن الكرة في الميدان، وقد فعلتها فرق عديدة لن تكون آخرها (اليونان) التي فازت يوماً بكأس أوروبا وقد كانت خارج (الحسبة).. فإن فازت بها بلادي السعودية فهي الغنية بالامكانات والمواهب والمرشحة دوماً.. وإن انتصرت قطر فقد اثبتت أن التطور قد حضر.. وإن أخذتها عمان فهي دوماً الجواد الأسود.. وإن ذهبت للكويت فما أكثر ما زُفت الكويت.. وإن اشتاقت الكأس للامارات فقد حلت المسرات لجيل جديد يستحق التتويج.. وإن رجع العراق من جديد فقد عادت أيام فلاح حسن وحسين سعيد.. وإن فاجأت اليمن الجميع فالحكمة - يا قوم - قد دخلت الخليج.. وإن قالت البحرين كلمتها، وفازت باللقب لأول مرة فسيكون للحلوى البحرينية طعم آخر.