رسالة إلى صديقي وابنه
كان صديقي يغالب دموعه ويتحدث بحزن وتأثر وهو يبلغني عن قرب سفر ابنه إلى مواصلة دراساته العليا وكيف سيكون حاله بعده. لقد عاش معي هذا الابن منعطفات كثيرة في حياتي كونه الابن البكر إلا أنه كان نعم الشاب الذي تحمل المسؤولية بحنان وطيبة وحكمة وعطاء وإيثار يفوق عمره بمراحل وهذا هو التوفيق الكبير من الله سبحانه وتعالى. شاب مهذب محبوب من جميع أفراد العائلة بار بوالدته وبي ومتابع لشؤن إخوانه وأخواته وتحمل الكثير من أجل إسعاد الآخرين وهذا ماجعل قرب فقده وسفره أمرا مؤثرا يجعلني ياصديقي أبوح لك وأبكي بين يديك لكبر الأمر علي وصعوبته على نفسي .لقد كان في السنوات العشر الأخيرة قريبا مني ملاصقا لي يعرف سكناتي وتفاصيل حياتي أعود من عملي ونذهب سوياً للنادي الرياضي ونعود مرورا بالزيارات المختلفة .أشاوره وأبوح له وأستفيد من مشورته وحكمته وبعد نظره .يعرفه كافة أصدقائي وزملائي لتواضعه وأريحيته واحترامه لهم وتقديره لصداقتي معهم . حمل عني الكثير من المهام والواجبات والمسؤوليات وضرب أفضل الأمثلة للشاب المواطن السعودي المتشرب بمسؤولية والديه والبر بهم وأسرته وصلة الرحم والاهتمام بدراسته والتفوق فيها رغم كل المسؤوليات والظروف المجتمعية المختلفة .لهذا ياصديقي لا تلمني واعذرني وأنا أبوح لك وأذرف الدموع لقرب سفره ومغادرته إلى الخارج لإكمال دراسته العليا.استمعت إليه وشددت من أزره وخففت عليه معاناته أما دموعه فقد قلت له ما أصعب دموع الرجل وبالذات بعد أن يتقدم بالسن، لكن هذا الابن جدير والده بالتأثر من أجله لصفاته الخيرة النبيلة لكن تذكر أنه مسافر لطلب العلم وإن هذا يواكب طموحه ومستقبله، وأنه سيعود بإذن الله ليزيد نجاحاً وتفوقا لأسرته ومجتمعه ووطنه .فلا تحزن وتذكر عندما سافرنا وتركنا أهلنا في تلك الأيام طلباً للعلم وها نحن ولله الحمد نخدم مجتمعنا ونسهم قدر استطاعتنا له مع صعوبة الاتصالات وبعد المسافات لكن التطور المذهل لوسائل الاتصالات يجعل التواصل اليومي بل وذات اللحظة ميسرا وسهلا. قم ياصديقي واشكر الله على نعمه وشد من عزيمة هذا الابن البار الذي يستشعر الطموح وتأدية الرسالة وتواصل معه بالزيارة والاطمئنان فهو كأقرانه المئة ألف وخمسين طالباً وطالبة ضمن مشروع الملك الفارس (حفظه الله) للابتعاث الخارجي وابنك قادر على التميز والنجاح بإذن الله تعالى.