2013-01-18 | 06:15 مقالات

الإمارات 21.. الحكاية الأجمل

مشاركة الخبر      

أعجبني البرنامج الوثائقي الذي أنتجته القنوات السعودية الرياضية والذي لخص أهم ما شهدته دورات الخليج من منافسات في الميدان وما دار فيها من أحداث وتحولات.. قُدمت في شكل حكايات بصوت زميلنا الإعلامي المتميز بدر الفرهود.. لقد كانت بالفعل حكايات جميلة ولكن إذا ما فازت الإمارات بكأس الخليج في نسختها الحادية والعشرين فستكون هي الحكاية الأجمل.. لقد أمتعني هذا الإماراتي كثيراً فرحت أصفق له وأنتظره مباراة بعد أخرى.. كم رسم من لوحات كروية مدهشة تعددت فيها القراءات.. ولكن القراءة الأروع دائماً ـ في نظري ـ هي تلك التي يمتعنا بها ذلك المبدع (فارس عوض). في أولمبياد لندن.. وفي اللقاء الذي جمع الأولمبي الإماراتي ببريطانيا أخذني (فارس عوض) وألبسني (العمامة) الإماراتية فرحت أترنم معه أمام ذلك الحضور الأخاذ لهذا الفريق الذي وصل اليوم للمباراة النهائية للكأس الخليجية.. في لقاء بريطانيا الصعب كانت الثقة في النفس حاضرة والإرادة قادرة على تستثمر إمكانات فنية هائلة استطاعت أن تعوض فارق (البنية الجسمانية) إلى حد أبقى على التنافس حتى وقت متأخر من المباراة التي كاد يخسرها البريطانيون في (ويمبلي).. قلت بعدها رغم حسرتي على النتيجة التي كان بالإمكان أن تحمل معها إضافة عظيمة لفريق (مطبوخ على نار هادئة) بل ومبهر بخلطة إماراتية عجيبة.. قلت مستدعياً الفرح بعقل منحني مساحة أكبر للاستمتاع.. قلت مواسياً لمعلق المتعة فارس عوض: ليس المهم – يا صاحبي ـ أن نكسب بريطانيا ثم ننام وتكون انجازاتنا مجرد (أضغاث أحلام).. المهم يا صديقي أن نواصل العمل والبناء على ما تحقق.. لقد قطعتم مسافة متقدمة في طريق الوصول إلى مقارعة الكبار في هذه اللعبة الأكثر شعبية.. وأكدتم ذلك في اللقاء الأخير أمام السنغال. ثم رحت أشيد بمهارات (عمر عبد الرحمن).. وقوة (أحمد خليل) وجرأة (راشد عيسى) و(خميس إسماعيل).. قبل أن أتحول لـ (إسماعيل مطر) ذلك المخضرم الفنان، لأنه ـ بلا جدال ـ حكاية إماراتية جميلة بدأت منذ إطلالته الأولى في كأس العالم للشباب 2003 والتي أقيمت في الإمارات وحقق خلالها لقب أفضل لاعب والأصح أن لها فصول لم ينقلها الإعلام قبل هذا الزمان.. وها هو الهداف الذي دخل مؤخراً القائمة المئوية للفيفا ـ بلعبه لأكثر من مئة مباراة دولية ـ يؤكد تميزه بحضور قوي في الأولمبياد توجه بهدفين من (الأساطير) ستظل (تُحكى) للأجيال على طريقة (كان يا ما كان)!.. وما زال يواصل تألقه بحضور فني ومعنوي قوي حتى وهو يجلس على مقاعد البدلاء.. يظل وهو النجم الأبرز في تاريخ الكرة الإماراتية يشعر بالاعتزاز بما يقدمه شباب الإمارات لأنه يدرك بأنه قد أسهم في صناعتهم، وهكذا هم المبدعون دوماً.. لا يحسدون بل يؤمنون أن تفوق زملائهم يمثل إضافة لانجازاتهم، نعم لقد كان الموهوب إسماعيل مطر بارزاً في خليجي 21 جاهزاً للمشاركة.. داعماً بكل حب (لجيل الأمل) الإماراتي القادر فنياً ومعنوياً على خطف كأس الخليج أمام المنتخب العراقي الشاب العنيد.. أتمناها إماراتية رغم محبتي للعراق الذي قدم مدربه ولاعبوه دروساً في الانضباط التكتيكي والنفسي، ولكن (السيد) عمر عبد الرحمن ورفاقه قدموا لنا كرة قدم (موديل 21).. وآمل أن يتوج هذا التفوق ببطولة خليجية ثانية لمنتخب حقق المطلوب وأكثر في مرحلة بناء لكرة قدم إماراتية تتمتع بإدارة متزنة وإعلام واع يؤمن بأن النجاح لا يقاس بتحقيق الفوز مرة والتواري بعد ذلك وإنما ببناء أسس قوية تضمن تحقيق نجاحات مستمرة.. وأحسب أن ما أظهره شباب الإمارات من قدرات له علاقة بما تشهده البلاد من نهضة تنموية كبرى في كل المجالات.