لنحقق إنجازات ... ادعموا نواف
تعد الرياضة قاسماً مشتركاً وأفضل ثقافة للأمم والشعوب على مر العصور ومقياساً هاماً لتقدمها، حيث يقاس التقدم الرياضي بالنمو الاقتصادي وتحسن دخل الفرد والنمو الاجتماعي، وانعدام الأمية وزيادة متوسط العمر، وتنظيم البطولات والدورات الأولمبية وتحطيم الأرقام القياسية، وتشجيع ورعاية الأبطال، وتزايد عدد الممارسين للرياضة وتوفر البيئة التحتية، واهتمام وسائل الإعلام بنشر الأحداث الرياضية، ودخول المصالح الحكومية والشركات الخاصة في الاستثمار، وعادة مايتأثر الأداء الإداري أو الفني بالبيئة، فعندما تكون البيئة غير جيدة للعمل الإداري كنقص الحوافز والعوامل التشجيعية ستؤثر على العطاء والأداء، وأنا أرى من وجهة نظر فنية محايدة أن البيئة للعمل في الرياضة السعودية غير صالحة، فالكل يطالب بالنجاح وتحقيق الإنجازات في ظل محدودية الدعم المالي، وإذا نظرنا للقيادة الرياضية لدينا نلاحظ أنه عندما تم تكليف الأمير نواف بن فيصل رئيسا عاما لرعاية الشباب حوكم في والده رحمه الله بعمل مقارنة غير عادلة في نظري، فالأمير فيصل بن فهد رحمه الله كان رجل سياسة ودولة من الطراز الأول، قيادي بما تعنيه الكلمة من معنى وقاد الرياضة في بيئة خصبة للعمل ووجد دعماً مالياً ومعنوياً منقطع النظير ومن أهم الوزارات كوزير المالية ووزير التخطيط والداخلية وغيرها، فقاد الرياضة السعودية نحو التنمية الشاملة بفكر ناضج احترافي مازلنا نجني ثماره في بلدنا الغالي وكذلك في الوطن العربي، ومن ثم تأثرت الرياضة السعودية منذ وفاته من خلال تقليص الدعم المالي للأندية بنسبة 50% عام 99م وهي نفس السنة التي توفي فيها وتم تكليف الأمير سلطان بن فهد، واتجهت الرياضة السعودية للانحدار من ذلك الوقت حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، وبرغم مرور أقل من سنتين على تكليف الأمير نواف بن فيصل بمهام الرئاسة فإنه لم يساعده ما يحمله من فكر وطرح وبعد نظر وحديث جاذب عن هموم الشباب لتحقيق تطلعاته وطموحه، ولتفعيل دور الرئاسة وعطائها للشباب في مختلف الميادين أجد أن الظروف والأحوال والدعم والإعلام والبيئة كلها لاتساعده، بل تخلت عنه في ظل محدودية الدعم المالي الذي يقدم من الدولة للرياضة الذي لايفي بالالتزامات للوصول للمستوى العالي وتحقيق الإنجازات والتنافس العالمي، فضلاً عن عزوف الشركات والقطاع الخاص من الشركات والبنوك والمؤسسات في دعم الرياضة السعودية، بل لايوجد أي أثر في أي قطاع كان في مشهد أكبر مايطلق عليه جحود واستهتار بشباب ومستقبل هذا الوطن الغالي، في ظل أننا نسمع عن دعم ومساهمات لشركاتنا في مسابقات ونشاطات خارجية، فالدعم المالي هو سر النجاح، فالفكر والاستراتيجيات والتخطيط والنظرة المستقبلية والطموح بدون توفير موارد مالية لها كمن يمشي بليل، ففي ظل هذه الظروف كيف نطالب الأمير نواف بن فيصل بل نحاكمه يوميا ونلومه بأن يحقق طموحات شباب وطنه؟ كيف يكون له ذلك بدون دعم؟ فنحن كرياضيين نرى قلة الدعم بل نسمع الحديث عن أرقام مالية فلكية تملكها الرئاسة وهي غير موجودة على أرض الواقع ولا في ميزانية الدولة المعلنة، ونرى ونتابع الدعم للرياضة في الدول الأخرى ولمن حولنا أكبر بمراحل لما يقدم لرياضتنا وشبابنا، في ظل أن الرئاسة قد شمرت عن ساعديها وقامت بجميع الأدوار عن جميع القطاعات الحكومية والخاصة المهتمة بالشباب في ظل غياب الإستراتيجية الوطنية للاهتمام بهم، ولهذا افتقدنا استضافة البطولات القارية والدولية والمناشط العالمية وكذلك المشاركة في مثيلاتها، فنتمنى أن نرى دورا رياديا من معالي رئيس وأعضاء مجلس الشورى من خلال أولا تفهم أشمل لدور الرئاسة وعدم قصرها على كرة القدم التي تعد جزءاً يسيراً من دورها، وثانيا التوصية بدعم الأندية والرياضة ماليا ومعنويا حتى لاتستمر المعاناة التي نرددها سنويا وأن نرى تحركا سريعا من وزارة المالية بزيادة الدعم والمخصصات للرئاسة، مع النظر أنه لايمكن في يوم وليلة في ظل فكر مغلق من الشركات والبنوك أن نحقق خصخصة للرياضة السعودية والأندية إلا في نطاق الأندية المتميزة التي تحظى بالاهتمام الإعلامي والشرفي والتي قد لاتتجاوز (6) أندية، ودور آخر من وزارة الخدمة المدنية بتوفير وظائف لتعيين كوادر إدارية رياضية متجددة، فالكل يطالب إنجازات محلية ودولية وعالمية شبابية ورياضية شاملة وتحفيز وتشجيع وتطوير، فيما نرى أن قلة الدعم تقف حائلا أمام الطموحات، فلك الله يانواف، ولكن إلى من المشتكى بعد الله إلا لعبد الله الوالد الغالي خادم الحرمين الشريفين الذي عودنا على دعمه ورعايته وأبوته بالوقوف في كل أزمة والاستثمار في أبنائه الشباب.. والله الموفق.