سور الطين العظيم
المسرح أبو الفنون، وهناك محاولات جادة لإحياء المسرح السعودي وتكوين مجالات ترفيه وتثقيف للمجتمع تعطي لهذا الفن المجال المناسب والمطلوب له .وبحكم التجربة السابقة لي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمراكز الصيفية فقد كان التمثيل المسرحي جزءاً من الهواية التي يعبر فيها الفرد لإيصال رسالة هادفة في المجتمع، فكانت المسرحيات التاريخية التي تحكي عن تاريخ المسلمين وفتوحاتهم ومجالات الخير والنبل في حياتهم والتي تمثل باللغة العربية الفصحى، ثم المسرحيات الاجتماعية وكانت عبر المراكز الصيفية التي ترعى وتدعم من كبار المسؤولين، وأذكر مشاركة لي في مركز صيفي في الرياض حضر حفل ختامه الأمير سطام بن عبدالعزيز رحمه الله وكان حينها نائبا لأمير منطقة الرياض .وكان يدير المركز الدكتور عثمان المنيع وأبرز المشرفين والمشاركين فيه الأساتذة مطر الأحمدي وعبدالعزيز السعيدان وسمير الدهام وإبراهيم الوهيبي ومحمد المنصور ومشعل الرشيد الذي أعادني للمسرح بدعوته الكريمة لمشاهدة مسرحية سور الطين العظيم في مركز الملك فهد الثقافي مساء أول أمس الجمعة.وكان حدثا جميلا أطلعت من خلاله على حركة فنية واعدة تبشر بمستقبل جيد للمسرح السعودي .كما عادت بي الذاكرة لمشاركات في قسم المسرح أثناء الدراسة الجامعية وبداية التخرج بجهود الأستاذ الفاضل الرائد إبراهيم الحمدان وعطاءت لمبدعين سعوديين مثل الأساتذة محمد العلي والدكتور بكر الشدي (رحمهما الله) وعلي إبراهيم وعلي الهويريني وعلي المدفع وحمد المزيني ومحمد الكنهل والمخرج المعروف الرائد الأستاذ سمعان العاني وآخرين لاتسعفني الذاكرة لذكر أسمائهم عبر المشاركة في مسرحية قطار الحظ .لهذا كنت سعيداً بحضور هذه المسرحية في هذا المبنى الضخم الذي يسجل في سجل حسنات أمير الشباب رحمه الله الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز.والمسرحية حظيت بحضور طيب متعطش للمسرح الذي يسجل للأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض سابقا السبق في دعمه ومساندته، كما أنه يحظى بنفس الرعاية والاهتمام من معالي المهندس عبدالله المقبل .وتحكي المسرحية عن النقلة التي مرت بها المملكة والقيم السائدة قديما من جد وعمل وكفاح وتعاون وعن الوقت الحالي وسيطرة الفضائيات والأساليب السلبية فيها مع مناقشة للبطالة والسحر والزيف الموجود عند البعض لإظهار شخصياتهم بمظهر مختلف عن الواقع .وقد قام ببطولة المسرحية الشخصية المحبوبة لورنس وهو نجم من نجوم الكوميديا قادم بقوة وحضور لافت .وكذلك نجم المسرح محسن الشهري والنجوم سامي حازم وسلطان السبيعي والممثلون الشباب معاذ العمري وعبدالحميد الجار الله . وبمشاركة فرقة ماس للفنون الشعبية ومن إخراج المخرج المسرحي الموهوب عليان العمري .والمسرحية من إنتاج أمانة منطقة الرياض بالتعاون مع مؤسسة قمة الأماكن لتنظيم المهرجانات بإشراف عام الدكتور عبدالله آل شديد والمخرج المنفذ بلال الملاح، كما تم توجيه الشكر للمهندس خالد العطية مدير إدارة الخدمات الاجتماعية في أمانة منطقة الرياض . وقد كان العرض جميلا وفق لورنس بحضوره الجميل وقفشاته الممتعة بمشاركة محسن الشهري وبقية نجوم المسرحية .وأهل الرياض ينتظرون استمرارا وتكوين فرق مسرحية لاستيعاب الشباب وصقل مواهبهم وتقديم المفيد للمجتمع.