2013-06-30 | 17:24 مقالات

أبدأ الحديث فورا

مشاركة الخبر      

الحياة بسيطة وغير معقدة وسلسة فقط أبدأ الحديث فورا وستجد الغالبية من الناس أبسط مما تتصور .وهذه خلاصة تجربتي في الحياة .لهذا يجد أصدقائي وأقاربي حرجا من طريقتي بالبساطة في اختلاق موضوع ثم الحديث مع أشخاص مختلفين عنا ربما في الدين أو الوطن أو اللغة .وهذا مالاحظه أعز أصدقائي عندما وجد مني تباسطا في السلام على الآخرين والابتسامة في وجوههم واختلاق حديث حول الطقس أو الاستفسار عن البلدان التي جاؤوا منها بشكل جعل صديقي يتضايق لأننا تعودنا نحن للأسف على الانغلاق وافتعال الخصوصية .كما يستغرب صديقي أن يجمعنا مصعد مع مجموعة من الناس والكل ينظر بقلق وتوتر للوصول للطابق الذي يريد بينما وجد أنني خرجت من المصعد متعرفا على أحدهم بكل بساطة وسهولة لأنني ابتسمت وتحدثت وعلقت على حدث بسيط حسب المكان الذي أنت فيه سواء كان مستشفى أو جهة حكومية أو فندق من الفنادق أو غير ذلك . وحتى عامل الشاورما وعامل محطة البنزين وعامل المطعم الذي يقدم لك الأكل أطمئن عليه ورحب به في بلدك وابتسم له واسأل عن أسرته بكل إنسانية وطيبة وستجد أن ردة الفعل لديه جميلة جدا وستكون عملت له يومه كما يقال .وهذا الكلام هو صلب ديننا العظيم الذي أمرنا بالابتسامة وأن نلقى الناس هاشين باشين مبتسمين وحرصنا على إفشاء السلام والمودة والرحمة وحسن التعامل .وها هي أشهر القنوات الفضائية ليس لها إلا أخبار نلسون مانديلا وصحته ومتابعة دقيقة لهذا الرجل التسعيني الذي كان يملك الابتسامة والإرادة والصدق وقبع بالسجن سنوات طويلة ولكنه حرر أمته من العبودية والذل برسالة السلام وصدق الإحساس . وعندما زارنا في المملكة رئيسا لدولته وتم ترتيب لقاء له في الغرفة التجارية الصناعية مع كبار تجار المملكة وكان يعرف من هؤلاء ومايملكون لكن رسالته وهو الإنسان البسيط كما روى لي من حضر اللقاء أنه أمضى وقتا طويلا وهو يصافح كل من في المبنى قبل أن يدخل إلى قاعة الحوار .وفوجئوا به يصافح البنغالي البسيط الذي يمسح الزجاج ويصافح الفلبيني الذي يقدم له العصير ويمضي وقتا يسأله عن أحواله وأحوال أسرته في بلاده وهكذا فعل مع عشرات البسطاء الذين حرص ان يقول أنا رئيس دولة ولكنني أنسان أحترم الإنسان أيا كان . وأعود وأقول هذه رسالة ديننا الذي حثنا على التعارف والسلام والتواصل حيث قال عز وجل (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)بمعنى أن الدعوة عامة للناس بغض النظر عن دينهم وجنسهم ولونهم وقبيلتهم وشعوبيتهم ووطنهم بل أشار إلى مشروعية التعارف بين الجنسين إذ ضمن دعوته جل وعلا للذكر والأنثى .لهذا تواضعوا وابتسموا وتباسطوا مع البشر أيا كانوا وستكون لديكم فراستكم لتميزوا بين الطيب والسيىء لكن البداية هي شرارة المعرفة وستجدون أن أمور كثيرة تحققت لكم بمثل هذا الأسلوب السلس السهل البسيط .