العيد .. أيضا يجمعنا
ـ ودعنا شهر رمضان الكريم بكل مافيه من روحانية وخير وبركة. متضرعين إلى المولى عز وجل أن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يختم بالصالحات أعمالنا. ـ ودعنا رمضان المبارك أمس واستقبلنا اليوم بالفرح والسعادة عيد الفطر السعيد.. العيد الذي يرتبط بالفرح والذكريات.. وتعميق قيم التواصل والتسامح بين الناس.. قدر ارتباط العيد عادة بحالات التذكر والفقد والغياب والحزن والذكريات .. ذكريات من كانوا بيننا بالأمس وغابوا عنا اليوم. ـ نستقبل (العيد) بحجم الفرح الذي يكبر في عيون الأطفال .. بحجم الدموع في مآقي الأيتام .. بحجم (لوعة) الفقد والغياب والذكرى الطيبه التي تركها في قلوبنا جميعا كل الآباء والأمهات .. الأخوان والأخوات .. والأقارب .. والأحباب .. والأصحاب .. والزملاء.. والأصدقاء. ـ في العيد تغيب وجوه كريمة أحببناها .. لكنها لازالت باقية في تجاويف القلب وانحناءات الضلوع. الوجوه المملوءة بالإيمان والطهر والنقاء والبياض. ـ في العيد .. تنشط (قيم) العفو والصفح والتسامح والاعتذار.. حين يكون (العيد) بأصدق معانيه ودلالاته ومضامينه أرضا موعودة بالحلم. وبذارا لايقبل المفاجأة. ـ في العيد .. ينبت فيض (الفرح) كما ينبت فيض (الحزن) فيتحول (العيد) إلى (مراثي ) وقصائد (وجد) تحول هذا (العيد) إلى حالة من حالات (البكاء العذب) حين نسترجع ونبحث ونتفقد أماكنهم في وجوه الناس الطيبة.. طيبة رائحة تراب هذه الأرض التي لازالت (طرية) يبللها مطر الدعوات الصادقة في مثل هذا (العيد) الذي يأتي ثم يرحل مثل (طيف عابر) يولد في لحظات (التذكر) وقسوة (الغياب) ووجع (الفقد). ـ يأتي (العيد) أحيانا مثل محارب شرس يخوض معركة بالنيابة عن (أحبابه) معركة تختلف تماما عن (معركة التوت) معركة يسكن لياليها النهار.. وعند ضفاف أضوائها يتكئ (الظلام). ـ في العيد .. كل شيء يسمو ويكبر ويرتفع كبخور (أمي) الفاخر العابق في (سجادة صلواتها) أطال الله في عمرها. ـ نعم (أمي) التي أقف بجانبها (كتفا بكتف) تمنحني كل يوم صادق دعواتها..(أمي الغالية) التي يسرق الدمع بعضا من كحل عينيها. فتمنحنا فرحا سخيا لاينضب. ـ في العيد .. أيها (الأحباب) نتذكر كل من فقدناهم ورحلوا إلى بارئهم. في العيد.. يكبر الفرح في وجوه أطفال .. ويكبر(الحزن) في قلوب (أيتام الشام) اللذين لازالت ظهورهم عارية ووجوههم كالورق الأصفر في شهر أيلول. الأيتام الذين تيبست شفاههم وأطرافهم واستعصت عليهم الحياة وصودرت أفراحهم وسط مخيمات الإيواء. يتوسدون التراب وتتفجر مناماتهم بالرعب والخوف والكوابيس والبكاء المر مرارة الحنظل. ـ أطفال وأيتام الشام الذين لم يعد لهم(عيد) يفرحون به .. منتظرين عيد العودة إلى وطنهم .. وطنهم الملتهب والملتصق بين شفاههم الطرية وسط التفجيرات وانكسارات ضوء النيران في عيونهم.. الأطفال الذين ينتظرون من يحرس خطواتهم البريئة ويقيهم شرور القتلة والمجرمين الذين يعبثون بوطنهم وبيوتهم وحقائبهم المدرسية. ـ في العيد .. أيها الأحبة يبحث أطفال الشام عمن لديه (فائض) من الفرح يهديه إليهم .. يضمدون به بعضا من جراحاتهم وانكساراتهم وطفولتهم. ـ أحبتي .. كل عيد وأنتم بألف خير ومحبة وسلام وأمان .. كل عيد ويبقى هذا الوطن شامخا عزيزا بقيادته وشعبه.. كل عيد والوالد القائد عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني .. والقيادة الرياضية بألف خير وسلام .. دامت أعيادكم .. و(دام عزك ياوطن). (ومضة) العيد قد يخفف من ضخامة الحزن والفقد والغياب... لكنه لايقتل الذكرى.