الواتس أب
عندما دخل الواتس أب المملكة كتقنية جديدة ضمن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كنت متخوفا من الدخول فيه خوفا من عدة أمور أهمها الوقت واستثماره. ولكن بعد مرور زمن على تجربتي مع الواتس وجدت فوائد كبيرة معه دعتني لأضعه في المركز الأول ضمن وسائل التواصل الحديثة. فالواتس أب بخلاف التويتر والفيس بوك وسيلة خاصة لا تشرك فيها إلا من تريد وبالتالي فهو خاص بك وبمن تحب وبمن ترى معه الفائدة والمتعة لمبادلة الرسائل معه. وثانيا أنه يبدو لي بالمجان وتستطيع كتابة مئات الرسائل وتدير أعمالك مع موظفيك أو رؤسائك وأسرتك وأصدقائك دون تكاليف رسائل شركات الاتصالات الباهظة والقائمة على الغش والخداع والمبالغة مقارنة بشركات الاتصالات في دول كثيرة. كذلك فإن الواتس أب يقرب البعيد ويجعلك تتواصل مع الحدث بالصوت والصورة عبر جهاز الجوال المربوط معك دائما وتستطيع التواصل وأنت في جلسة مملة مثلا مع أناس مملين ويكون الواتس أب متنفساً لك تنظر إليهم وتوزع الابتسامات الصفراء بينما أنت في عالم آخر ومع أناس آخرين تحبهم وتفضل التواصل معهم.كذلك الواتس أب عرفك على أصدقاء لك وعن نمط تفكيرهم وما يميلون إليه بينما الواقع لا يوضح ذلك وقد ظهر ذلك في قضايا كثيرة مثل قيادة المرأة للسيارة وأزمة الإخوان المسلمين والأندية الرياضية المفضلة إذ عرفنا توجهات أناس كثيرين ولا ضير في ذلك كما عرفوا هم ما نفضل نحن كذلك. إضافة إلى ذلك فقد أصبح وسيلة رائعة للثقافة العامة ومعرفة الأحداث حال وقوعها ونبض الشارع والأدعية الدينية المباركة وهمسات يوم الجمعة وبطاقات الصباح والمساء والأغاني الجميلة وطنية أو رومانسية أو إنسانية. كما أصبح وسيلة رائعة لصلة الرحم والتقارب بين الإخوة والأبناء والأقارب فكان لأختي الغالية ريم البداية والأجر من الله في إنشاء مجموعة الوالدة الغالية (حفظها الله وأمد في عمرها) فكان ذلك وسيلة جميلة للتواصل بين أبنائها وبناتها وأحفادها وأصبحنا نتشارك في التجارب والمواقف المؤثرة والصور المتبادلة لتجاربنا اليومية في السفر والحضر وباقي أن نشرك الوالدة في التجربة فهي التي علمتنا وربتنا وبالتالي الموضوع بسيط في إشراك الوالدين في المجموعات وإدماجهم في التقنية. كما أشيد بالأخ الغالي الأستاذ عبدالمحسن بن صالح المصيبيح حيث كان له أجر صلة الرحم عندما كون مجموعة العائلة ونحن ماشاء الله إخوة عددنا كثير ولله الحمد مع أبنائنا وأبناء أخواتنا فكانت مجموعة رائعة تقاربنا من خلالها وسط زحمة الحياة وتسارعها بحيث أصبح التقارب لحظي ومستمر وتعرفنا على مايفعله أبناء العائلة المبتعثون مثلا وأخبارهم بحيث نشد من أزرهم وكذلك مختلف الأحداث الاجتماعية مع اكتشاف خفة الدم لدى البعض وحماس الرياضة والأندية لدى الإخوة ومنهم جوجل النصر الأستاذ خالد وجوجل الهلال الأستاذ أحمد، فشكرا للواتس أب هذه التقنية الجميلة وأنا متأكد أنه قريبا ستخرج لنا تقنيات مختلفة جديدة .أخيرا ينبغي التحذير من الاستعجال في إرسال الرسائل دون تثبت ونشر الشائعات كما على الأجهزة الحكومية التحرك للاستفادة من هذه التقنية في أعمالها وكذلك بث الوعي الوطني والولاء لأن المؤسف أن الواتس أب يستخدم كذلك من قبل أعداء الوطن باحترافية وخبث وسوء نية. بحيث لا يكون الهدف تتبع مايفعل الآخرون في مراسلاتهم الخاصة والشخصية التي كفل النظام خصوصيتها وسريتها.