خيانة اللاعبين
غريب جدا هذا التذبذب في مستوى بعض اللاعبين في هذا الدوري وتغيير عطاءاتهم ومايبذلونه من جهد داخل الملعب من مباراة إلى أخرى.ففي حين يفوز الفريق بأربعة أهداف يعود ليخسر بخمسة أهداف. ولاتجد مبرراً لذلك إلا إرادة داخلية ومشروع تخاذل من بعض اللاعبين لتحقيق متطلبات لهم تدعوهم لعمل ذلك.وبطبيعة الحال لسنا بدعا عن العالم فتخاذل بعض اللاعبين وتمارضهم وإهمالهم لواجباتهم التدريبية وبرنامجهم اللياقي هي ملاحظة وموجودة في تاريخ الكرة في العالم، كما أنه في مقالي هذا لا أقصد ناديا بعينه ولا لاعبين بذاتهم.ولهذا تتشدد اتحادات اللعبة في كل دولة في معالجة الظاهرة لكن رصدها والتحقق منها يبدو في غاية الصعوبة.أما عندنا في المملكة فإن ضعف اللوائح الإدارية والقانونية والاحترافية بين اللاعب والنادي تسهم في وجود هذه الظاهرة وتناميها، .فالأندية أساسا قائمة على تبرعات أعضاء الشرف ولايدفعهم للتسابق لدفع المال إلا نوازع شخصية.فهذا أب ثري جدا يحب طفله الذي يشجع النادي ولا يهون عليه حزنه عند الهزيمة فينفق بسخاء من مال اكتسبه بتجارته أو تكون لديه بأي طريقة كانت .أما الغالبية فهي تدفع رغبة في الشهرة والأضواء والشعبية التي تحققها كرة القدم .ولهذا يشترك اللاعبون في الصراعات الخفية بين إدارات الأندية ورغبة بعض أعضاء الشرف في تصفية خلافاتهم لإسقاط هذه الإدارة أو تلك .ويكون اللاعب هو الوسيلة إما لأنه مدان لعضو الشرف في قيمة عقده أو هدايا الفوز أو دعوات لسفرات أو مسائل ترفيهية فيكون تحت مظلته وينفذ مايريد أو تأخر مستحقاته وحقوقه ورواتبه لأن هذا الرئيس لم يوفرها وبالتالي لابد من هزيمة الفريق وتقهقره لتحدث غضبة الجماهير وتسقط الإدارة وتأتي إدارة ذات وضع مادي جيد .ولاشك أن هذه ظاهرة لايمكن تجاهلها وينبغي مناقشتها بصراحة، فمستوى بعض اللاعبين يختلف من مباراة لأخرى بل إنه قد يتسبب بلامبالاته من التسبب بضربات جزاء أو إضاعة أهداف سهلة أو تسجيل أهداف في مرماه بالخطأ .كما أن هذه الظاهرة لم تتوقف عند هذا الحد بل تصل لنجوم الفرق حتى في أندية أخرى وجعلهم ضمن الحاشية والسفر بهم لكسب الشهرة من خلالهم بل وحتى العمل على تغييبهم عن التمارين والمباريات المهمة كما حدث في حالات كثيرة لبعض اللاعبين .وأخيرا اللاعب بين ضياع حقوقه وتأخرها وبين تمارضه أو لامبالاته لكي ينالها والوسيلة لذلك إسقاط هذه الإدارة أو إنجاحها عبر عضو الشرف هذا أو ذاك.