رسالة للأمير عبدالله بن مساعد
نبارك لك أيها الأمير هذه الثقة الملكية الكريمة، وندعو للأمير نواف بن فيصل بالتوفيق والسداد في مستقبل حياته، حيث بذل ما عليه وترك بصمة شعارها الابتسامة والتواضع. وحقيقة الأمر سمو الأمير عبدالله فإن ما يقلقني ليس مستوى منتخب كرة القدم ولا تجهيزات الملاعب الرياضية ولا مشروعك الطموح في الخصخصة ولا موقفنا الضعيف في بطولات الأولمبياد، ولا مستوى الاتحادات الرياضية والألعاب المختلفة المتراجع ولكن ما يقلقني أمر مهم جدا كمواطن وولي أمر يهمه أمر أبنائه وأبناء وبنات هذا المجتمع النبيل.
وما سأقوله نابع من تجربة ومعايشة لأمور الشباب وشئونهم، فقد بدأت محرراً رياضياً وأنا طالب في المرحلة الثانوية، ثم رئيساً للقسم الرياضي في صحيفة يومية مهمة أثناء دراستي الجامعية وحتى مرحلة الابتعاث، وكنت حينها مطلعاً على برامج رعاية الشباب وأنشطتها وحضرت دورات ومسابقات رياضية وشبابية في دول كثيرة منها البرازيل وغيرها. وبعد عودتي من البعثة عملت قريبا من الشباب في وزارة التربية وغيرها وواصلت الكتابة في قضايا الشباب المختلفة وفي عدة صحف منها صحيفة شبابية رياضية معروفة اعتذرت منها مؤخراً، لذا كله فإنني واثق من تميز سموكم وبعد نظركم في تحويل رعاية الشباب إلى رعاية شباب فعلاً تتلمس احتياجاتهم ومشكلاتهم ووقت فراغهم وأفكارهم وما يدور في أذهانهم من طموح ورغبات وتطلعات في سبيل حياة سعيدة ناجحة. ذلك أن الشباب هم الأكثر عددا في الوطن حيث حسب إحصاءات المركز الوطني للشباب في جامعة الملك سعود فإن 83% من السكان أقل من 39 سنة. والموضوع هو فكر بعض الشباب وخروجهم ضد إرادة وطنهم واشتراكهم في عمليات إرهابية وقتل أنفسهم، وقد أزعجني وأزعج كل سعودي ورود اسم الشابين عبدالرحمن الشنيفي وعلي الثويني في عملية انتحارية تمت قبل أيام في بيروت وعمرهما 20 عاما بمعنى أن عمرهما كان سبع سنوات أثناء تفجيرات نيويورك، فكيف وصل بهما الحال إلى ذلك ومثل ذلك الأعداد المتزايدة للسعوديين للمشاركة والانتحار في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وغير ذلك من البلدان وقبل ذلك شارك الآلاف من الشباب في عمليات داخل وطنهم وخارجه وقف رجال الأمن البواسل لهم بالمرصاد إضافة إلى الموقوفين الذين يتم التعامل معهم وفق النظام. فكيف وصل شبابنا إلى ذلك وبالتالي فإن الحاجة ماسة للتنسيق ومراجعة الخطط مع الجهات الدعوية والتربوية والثقافية والاجتماعية في بحث هذا الأمر الجلل وكيف يسهل اختراقهم في وطن عظيم ميسور يفد إليه الملايين للعمل، وهو مهوى أفئدة المسلمين وبلد الحرمين الشريفين، ويفترض ألا نرى ماتراه في اليوتيوب من شباب غضوب منفعل حاقد على بلده يتوعده بالحرب ويتدرب وينظم لمنظمات خطيرة تكفيرية. لهذا فإن انتحار أو خسارة أسرة سعودية لابن من أبنائها لأمر مؤلم فكيف بهذه الأعداد ولماذا وصلوا إلى ما وصلوا إليه وكيف نعمق الولاء الوطني حتى لا يستمر هذا الاستهداف لشبابنا؟ وهذا ما يزعجني ويزعج الكثيرين الذين يخافون على أبنائهم وهنا نرعى شبابنا فعلاً وتكون الرئاسة العامة لرعاية الشباب اسماً على مسمى في رعاية احتياجاتهم الفكرية والوطنية والوظيفية والاقتصادية والأسرية والثقافية.
كما أذكر بموضوع آخر وهو الأخلاق في الرياضة وموضوع التعصب الرياضي والعنف في الملاعب والشحن والشد الذي بحاجة إلى ميثاق أخلاقي لحسن الأخلاق وزرع القيم النبيلة في رياضتنا المحلية.
أما خططك وبرامجك فالثقة كبيرة في تطوير أجهزتنا الرياضية والاستفادة من التجربة العالمية في هذه المجالات الرياضية والشبابية المختلفة وأنت ناجح وسيرتك الذاتية تشهد لك بذلك.