2014-09-14 | 08:15 مقالات

الهوية الوطنية

مشاركة الخبر      

من الأمور المهمة في التربية التأكيد على الهوية الوطنية للمتعلم وهذا مؤكد عليه في أهداف المدرسة السعودية وكان الأمر واضحاً منذ سنوات طويلة وفي المرحلة العمرية التي درست فيها في التعليم الابتدائي من عام 1386 إلى 1392 للهجرة وكنا طلبة نبدأ يومنا بتحية العلم وترديد هتافات وطنية يتم فيها تأكيد الولاء لله عز وجل ثم المليك والوطن وعلى تميز المملكة العربية السعودية وما بها من نمو وخير ونظرة طموحة وعلى عقيدتها الإسلامية السمحة كونها بلد التوحيد وبلد الحرمين الشريفين وبلد العقيدة السمحاء... ولكن مع مرور السنوات تعرض التعليم لهجمات مؤدلجة بعد دخول الحزبيين الحركيين في مواقع مهمة في التعليم ممثلاً في التطوير التربوي وتأليف المقررات المدرسية والنشاط الطلابي والإشراف التربوي والإدارة المدرسية فكان لهم سطوتهم وتأثيرهم على هذه الهوية الوطنية وتأثر بهم عدد من العاملين في الميدان التربوي بحسن نية أو بسوء نية وبدأ ذلك ينعكس على المدرسة وأنشطتها وأصبحت الهوية أشمل وأعم بالانطلاق بمفهوم الأمة وتذويب الولاء الوطني المحلي فارتبك مفهوم الهوية عند الطلبة وتأثرت اقتناعاتهم بواقع معرفة تاريخ ومناطق وهوية وطنهم فسهل اختراقهم وأصبحت المدرسة في بعض جوانبها وسيلة لزرع الفكر المتطرف واختطاف الناشئة وزرع الأفكار الحزبية في أذهانهم وكان من الممكن التأكيد على الهوية الإسلامية لهذا الوطن دون تهميش الهوية الوطنية ما وصفه الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزيرالداخلية السابق (رحمه الله) في حديث صحفي مع أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية ونشر في جميع وسائل الإعلام وكنت حاضراً لهذا الحديث بين الأمير نايف ( رحمه الله) والجارالله حيث قال :( المناهج ما فيها شيء لكن ننظر على أن هناك علوماً كثيرة قد طرأت والمطلوب أن يتخرج الطالب من الثانوية مسلماً حقيقياً يعرف ما يجب عليه وما الحلال والحرام ويعرف كيف يبر بوالديه وكيف يتعامل مع ذوي رحمه ومع الناس... هذا من الناحية الدينية إذ ليس مطلوباً منه أن يكون قاضياً أو مرشداً إذا ما تخرج

و اختار أن يتخصص.. فهناك كليات متخصصة وكذلك في العلوم غير الدينية كما أن الرياضيات فيها

كثافة أكثر من اللزوم ونظراً لأن العالم يتغير في مناهجه الدراسية لجهة عدم الحفظ لأداء الاختبارات وباتجاه الفهم والاستيعاب نرى أن المواطن عندما يتخرج من الثانوية يكون إنساناً قادراً على أن يعيش في هذا الوقت يتوقف ويسأل نفسه إما أن يحصل على تحصيل علمي في تخصص علمي أو أدبي أو تدبير أمره بما توصل إليه من درجات علمية... المناهج جيدة وتتطور لكن خارج إطار هذه المناهج هو الذي يجب أن نراقبه خصوصاً ذلك الذي يدخل في إفتاء غير فهيم وعلم غير حكيم) ،ويواصل الأمير نايف رحمه الله (ومن خلال عملي كوزير للداخلية منذ ثلاثين عاماً مارسنا الحزم حيث نقضي على أشياء قبل أن تحدث ومن أسوأ ما حدث لنا أثناء تحملي المسؤولية هو الاعتداء على الحرم الذي أنهيناه في أسبوعين كان لهذا الاعتداء وللأسف بوادر لكنها لم تكن تصل إلى حد أنه يمكن الاعتداء على الحرم وللأسف كانت مراجع المعتدين ومصادرهم من الكويت دار الطليعة التي كانت مصدر كتبهم إلى جانبهم تنظيمات أخرى ممن تأثروا بالإخوان المسلمين ومنهم من تأثر بجماعة التبليغ لكنني أقولها من دون تردد أن مشكلاتنا وإفرازاتنا كلها وسمها كما شئت جاءت من الإخوان المسلمين وأقول بحكم مسؤوليتي بأن الإخوان المسلمين لما اشتدت عليهم الأمور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا إلى المملكة وتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله وحفظت كرامتهم ومحارمهم وجعلتهم آمنين.....

إخواننا في الدول العربية الأخرى قبلوا بالوضع وقالوا

إنه لا يجب أن يتحركوا من المملكة... استضفناهم وهذا واجب وحسنة بعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطالبون العمل فأوجدنا لهم السبيل ففيهم مدرسون وعمداء... فتحنا أمامهم أبواب المدارس وفتحنا لهم الجامعات.... ولكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأخذوا يجندون الناس وينشئون التيارات وأصبحوا ضد المملكة.. والله يقول "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان" هذا ما نعرفه لكن في حالهم الوضع مختلف على الأقل كان عليهم ألا يؤذوا المملكة إذا كانوا يريدون أن يقولوا شيئا عندهم لا بأس ليقولوه في الخارج وليس في البلد الذي أكرمهم...وهذا واضح من أن حزب الإخوان المسلمين الذي دمر العالم العربي... وأقول لك بصراحة إن الإخوان المسلمين أساؤا للمملكة وسببوا لها المشاكل الكثيرة...وأقول لك بأننا تحملنا الكثير من الإخوان المسلمين ولسنا وحدنا الذين تحملنا منهم الكثير... إنهم سبب المشاكل في عالمنا العربي وربما في عالمنا الإسلامي). صحيفة الرياض نقلاً من السياسة الكويتية العدد 12578 الخميس 23 رمضان 1423...