“أنتي سواد عيوننا شعب وملك”
اليوم الوطني هو يوم يستشعر فيه المواطن قيمة الوطن ومعنى المواطنة.
ونحن نحتاج إلى الإرشاد والتوعية بماهية اليوم الوطني وأخذ الاستراتيجيات في مجالات عدة بكيفية الاحتفال به، فكلنا منزعجون مما يحصل من بعض الشباب، وما قاموا به من شغب وفوضى داخل المجمعات وفي الشوارع في أعوام سابقة وأرى أن يتم تخصيص احتفال كبير يتم فيه تكريم المبدعين على مستوى المملكة لتشجيع أبناء المملكة المبدعين في شتى مجالات العلم والمعرفة والاقتصاد والفكر والإدارة وغيرها عن طريق لجان علمية محكمة مشهود لها بالحيادية والموضوعية.
وفي هذا اليوم الوطني وعلى الرغم من الأحداث الإرهابية التي حصلت خلال الفترة السابقة لم تعلن حالة الطوارئ، وقاد الأمن السعودي تجربة قوية لوأد الخوارج حتى عاد الأمن بفضل من الله كما كان عليه، وبالمقارنة مع ما يحدث في العالم من قلاقل وفتن يمكننا استشعار نعمة الأمن والرخاء الذي تعيشه المملكة، مع أن الإنجاز الأمني لم يكن هو الهم الوحيد لموحد هذه البلاد ـ رحمه الله ـ فكان شديد الحرص على التعليم لأنه أساس تقدم الأمم ونهضتها.
وعند النظر إلى خدمة الدين فلن يساوم أحد على القضايا الدينية على مستوى المملكة؛ فالأمن والأمان وتوسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ونقل الفرائض والصلاة والدعاء مترجمة أوصلت دعوة الإسلام لكافة أصقاع الأرض، فلا يوجد بلد في العالم يحرص على المساجد والمصاحف والفرائض وكل مظاهر الإسلام كما تحرص عليه المملكة العربية السعودية، وهناك الكثير من المسلمين يحرصون على العيش داخل هذه البلاد لتربية أبنائهم تربية دينية إسلامية.
أما الاقتصاد فإنني أفتخر كمواطن سعودي بأن اقتصاد المملكة ضمن أكبر 20 دولة اقتصادية في العالم. لكن هذا الاقتصاد أمامه تحديات كبيرة لحل مشكلات مهمة هي محل اهتمام القائد الحكيم وهي البطالة والفقر والإسكان. كما أن هذا اليوم الوطني مختلف لأن التحديات أكبر وأهمها الفرق التكفيرية الإرهابية الخارجية التي همها المملكة بالذات ونجاح بعضها بالتأثير على بعض الشباب وقناعتهم بفكرها الإرهابي الخطير. كما أن أحداث اليمن تشكل علامة إنذار وخطر ينبغي التصدي له. وهناك الغرب والشرق بخبثه وخطط الفوضى الخلاقة ومحاولة زعزعة ثقة المواطن بوطنه وشن حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي هدفها بث الشائعات وخلق البلبلة والفتنة لكن المواطن السعودي وفي ومخلص ومحب لوطنه وطن الحرمين الشريفين وموال لقيادته الحكيمة وحريص على أمنها واستقرارها وعزتها ووحدتها. ونقول هنا "فوق هام السحب وإن كنتي ثرى... فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى... نستاهلك يا دارنا حنا هلك... أنتي سواد عيوننا شعب وملك".