كيف الصحة ؟
في حديث جمعني بثلاثة من أفضل الاستشاريين السعوديين الذين عملوا في المملكة ودرسوا بها كما عملوا في أفضل الجامعات والمستشفيات في العالم وتخرجوا منها.. حيث كان الحديث عن تخوفهم من تردي الخدمات الصحية في المملكة والزحام الشديد على العيادات والمستشفيات والبطء الملحوظ في تطوير الخدمات من حيث الضبط الإداري ونوعية الخدمة المقدمة وضعف المتابعة للحالات أو تحويلها وضعف المراقبة والحزم للأخطاء الطبية الملاحظ تزايدها وهذا لا يتماشى مطلقاً مع الدعم المالي الكبير الذي تقدمه الدولة (أعزها الله) للخدمات الصحية وحرص ولاة الأمر (حفظهم الله) على صحة المواطن وأن يلقى الخدمات المطلوبة.. كما يلاحظ أن كمية لايستهان من الميزانية تذهب للتوسع في المعمار وعدد الأسرة والخدمات الطبية المتخصصة التي تشكل نسبة قليلة من المرضى بينما الخدمات الصحية العامة من طب العائلة والمجتمع والأمراض العامة وخدمات الرعاية الأولية والتوعية الإعلامية الصحية تقدم بشكل يعاني فيه المراجع من الزحام الشديد وعدم وجود آلية دقيقة لدراسات الحالات فينتج عن ذلك صرف كمية هائلة من الأدوية للمرضى بعضها غير متوفر في وزارة الصحة وبأخطاء طبية ينتج عنها أمراض أخرى تتسع بها دائرة الأمراض المحدودة لتكون أكثر شيوعاً مثل أمراض الكلى والكبد والقلب وغيرها بينما الرعاية الأولية والاهتمام بالشرائح العامة سيوفر على الوطن الوصول إلى هذه الحالات وخدمتها بالشكل المناسب وفق الأعراف الطبية المعتبرة. كما أنه لا يوجد سجل طبي من المعلومات متقدم يمكن ربطه بالرقم الوطني والسجل المدني لتسهيل الوصول للمعلومات الصحية بطريقة سرية ومنع ازدواج الملفات وسهولة التعامل مع الحالات الطارئة والوصول للعلاج المناسب.. والمؤسف هو التأخير غير المفهوم للتأمين الطبي الذي دُرس كثيراً ويعتبر بداية جيدة جداً لتقديم خدمة طبية مناسبة تعطي للوزارة المجال للتفرغ والمراقبة والمتابعة والضبط الإداري وتطوير آليات العمل.. ودلل أحد الاستشارين بأن العائلة حال توعك فرد منها لأي ألم أو مرض حتى تبدأ ساعات الانتظار في المراكز والمستشفيات ثم يتطور الأمر للبحث عن معرفة للحصول على خدمة أفضل أو أسرع سواء في مقابلة الطبيب أو الحصول على سرير ومن يكون بلا معرفة فإن المعاناة بانتظاره، والحل كما قالوا سرعة التأمين الطبي التعاوني والضبط والربط الإداري والنزول إلى الميدان ومعرفة الواقع وتطوير العمل. ولاشك أن التفاؤل يسود مع الجهود التي يبذلها الوزير المهندس عادل فقيه فهو رجل عملي جاد منتج نتوقع بإذن الله أن تحقق الوزارة على يديه تطلعات ولاة الأمر (حفظهم الله) وأن يحرص على الإداريين المتميزين ويبقي الأطباء البارعين في الإدارة في أعمالهم ويتخلص من الأطباء المتطفلين على الإدارة وهي علم وموهبة وقدرات ويعيدهم لعياداتهم. كما يمكن تبني مشروع لدراسة ماجستير في إدارة المستشفيات مع إحدى الجامعات العالمية لتدريب وتأهيل شباب وطني للعمل في هذا المجال، فأعداد المستشفيات والمستوصفات كبير جدا ونجاح الصحة يتطلب الإدارة الجيدة ودائما تقال مقولة فتش عن الإدارة عند أي عمل جيد أو سيئ لمنشأة معينة.