أفشوا السلام بينكم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا... ولن تؤمنوا حتى تحابوا ... ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم ... أفشوا السلام بينكم).
هذا هو توجيه رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه وهو توجيه واضح بهدف إضفاء الأريحية والتواصل والنقاء والمبادرة بالسلام، بحيث تكون الأفضلية لمن يبدأ بالسلام أولاً، ورغم هذا التوجيه الواضح إلا أن الذي نلاحظه ذلك البرود العجيب تجاه المبادرة بالسلام ... فإذا بدأت بالسلام قد يأتيك الرد بارداً باهتاً ضعيفاً ... وإذا بدأت بالسلام قد لا يأتيك الرد أساساً فأستغرب من أولئك الذين وصل بهم الكبر والتجاهل إلى عدم رد السلام رغم القول بأن السلام سنة ورده واجب.
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على الابتسامة وقرنها بالثواب والمكافأة والحافز فقال (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، ولهذا جرب أن تبدأ يومك دون حرج بالابتسامة في وجوه الآخرين ومبادرتهم بالسلام، وهنا الناس سيختلفون فهناك من سيسعد بذلك ويبادلك بالسلام والابتسامة، وهذا هو الوضع الطبيعي وإن كانوا القلة للأسف، أما البقية فقد تجد التجاهل والبرود منهم وبرغم ذلك لاتتضايق ... بل واصل السلام والابتسامة وعند ذلك سيكون لذلك أثر على المستوى الطويل بإذن الله فيعم الصفاء والنقاء من مجتمعنا ويخف الجفاف وضعف التواصل في هذا الجانب .. وسبحان الله نجد أناساً عشريين محبوبين لأن الابتسامة لاتفارق محياهم والسلام في قلوبهم وعلى شفاههم ... وهؤلاء يجدون القبول والمحبة من الناس وهناك درس تعلمناه من الزعيم العالمي المحبوب نيلسون مانديلا أثناء زيارة سابقة للمملكة حينما دخل الغرفة التجارية الصناعية وأخذ وقتاً طويلاً يسلم ويصافح ويبتسم ويسأل عن كل الأحوال لكل من قابله ولم يكتف بذلك، بل كان يتجه لعمال النظافة ومقدمي الطعام والعصير والمستخدمين ويسلم عليهم ويسأل عن أحوالهم وكان هذا التواضع والبشاشة محل استغراب رجال الأعمال والحضور وعرفنا لماذا كسب هذا الرجل كل هذا الحب من العالم.
تواضعك وبساطتك وابتسامتك وسلامك على الناس يزيدك رفعة ومكانة ويعطيك شعورا بالثقة والراحة ويدخل البهجة على من يقابلك ويشيع الصفاء والنقاء في المكان الذي تدلف إليه أو تتواجد به.
(أفشوا السلام بينكم) صدق رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم.