قناع العويس والفضائح
لا يعنيني تمديد الحارس محمد العويس لناديه الشباب أو رحيله للأهلي، وهو الأمر الذي تم، بقدر ما تعنيني السلبيات أو الفضائح "سموها ما شئتم" التي صاحبت القضية المنظورة حاليا في اتحاد القدم.
فقضية العويس أسقطت القناع الذي اشتهر به اللاعب في فترة سابقة، ولكن ليس عن وجهه فقط بل عن وجه رياضتنا كاملة.. ليظهر الوجه الحقيقي والقبيح، ويسقط القناع الذي كان ينتظر فقط مثل هذه القضية.
الجدل الذي صاحب توقيع الحارس الأول في كرة القدم السعودية، كشف لنا العقلية الاحترافية لدى اللاعب السعودي، فهذا أفضل حراس الأخضر وأمله خلال السنوات المقبلة يتغيب عن تدريبات ناديه دون عذر، ويقاطع فريقه، ويبتعد عن ممارسة كرة القدم، مفضلا الاختفاء.. حتى ظهر فجأة في جدة ووقع للأهلي عقدا احترافيا، والمصيبة أنه في هذا العقد سيتم وصفه باللاعب المحترف وهو بمثل هذه العقلية.
العويس لو كان لاعبا محترفا صفة وفعلا لاستمر في تدريبات ناديه والذود عن مرماه حتى آخر يوم من عقده الاحترافي.. دون الحاجة للغياب والاختفاء حتى التوقيع مع الأهلي، فلا أحد يستطيع إجباره على التمديد للشباب، ولا أحد بإمكانه اختيار النادي الذي سينتقل إليه.
يdd
الأمر الآخر في قضية العويس وما كشفه لنا سقوط القناع، هو تلك العقليات التي تدير أنديتنا. فالشباب الذي تخبط كثيرا في أمر العويس واستغل الثغرة في اتفاقيته مع الأهلي، لم يحسن التفاوض مع لاعبه، ولا هو الذي استفاد من انتقاله إن تم. فالشبابيون رغم أنهم تأخروا كثيرا في حسم هذا الملف، إلا أنهم تخبطوا أيضا في بياناتهم وقراراتهم.. وآخرها ذاك البيان الشهير قبل اقتراب اللاعب من الفترة الحرة بأكثر من ثلاثة أشهر، حين أصدروا بيانا بأنه لن يتم الاعتماد على العويس حتى نهاية الموسم، ومن ثم بعد اختفائه وقرب رحيله توالت بياناتهم البكائية وحرصهم على التجديد مع اللاعب.
أما طريقة الأهلي في التفاوض فحدث ولا حرج، فكل خطوة خطاها الأهلي خالفت القوانين.. حتى يخيل لك أن من يدير هذا النادي لا يملك حتى الشهادة الابتدائية ولا القليل من العلم والفهم، بدءاً من اعتراف رئيسهم الكارثي في أحد البرامج الفضائية بمفاوضة العويس قبل أن يدخل فترة الستة أشهر، وعبارته "خلصنا معه بس لا تحرق علينا المفاجآت".. التي سخر منها كل من ينتسب للوسط الرياضي ويفهم لو قليلا. مرورا بالمفاوضات داخل معسكر الأخضر وحتى سيارة البنتلي المهداة للعويس، خلاف الأدلة التي تحويها شكوى الشباب إن صدقوا في ذلك.
ثالث الفضائح العويسية إن صح التعبير كان التعاطي الإعلامي مع القضية، حتى أصبح الإعلاميون مشجعين ومحامين لأنديتهم وأجروا أقلامهم وألسنتهم، حتى ظهرت لنا في هذه القضية عبارات سخيفة، لا يمكن أن تصدر من إعلامي يحترم مهنته.. مثل "دق خشوم" وغيرها، وفي هذا الجانب لن أطيل كثيرا، لأن الإعلام الرياضي أصبح حقيقة بحاجة إلى هذه العبارة، فمن "يدق خشومهم ويريحنا منهم؟".