2017-03-08 | 02:30 مقالات

7 ثوان ضيعت الاتحاد

مشاركة الخبر      

سبق وامتدحت العمل الكبير الذي يقوم به رئيس نادي الاتحاد فيما يخص تعاطيه مع قضايا ناديه المالية، وخفضه للنفقات وتعامله بحكمة بالغة مع المرحلة الاتحادية الحرجة، ولكن ذلك لا يمنع من نقده في حال الخطأ.

 

ويبدو أن حاتم باعشن، الذي وصفته بحكيم الاتحاد بدأ يخرج عن طريق الحكمة والهدوء مع اقتراب مراحل الحسم، ومع اشتداد الضغوط الإعلامية والجماهيرية عليه، حاد عن مساره. 

 

سبع ثوان فقط هي المدة التي سقط فيها حمزة ياسين مدافع الاتحاد، ونقلة واحدة بقدم ياسر الشهراني لاعب الهلال، قبل أن تصل الكرة للبرازيلي إدواردو ويسجل الهدف القضية، هذه الثواني السبع كانت كفيلة أيضا بخروج الإدارة الاتحادية عن الطريق الصحيح والعمل المتزن، للتجاوب مع انفعالات جماهير وتعصب إعلاميين ينتمون للاتحاد وغيره، حتى أسموا هذا الهدف باللا أخلاقي، وطالب بعضهم بإعادة المباراة في جهل مضحك. 

 

هذه الثواني السبع وما فجرته داخل البيت الاتحادي، كفيلة بخسارته كأس ولي العهد الجمعة المقبل أمام النصر قبل المباراة. فالاتحاد الفريق الذي لم يكن مهيأ للفوز على الهلال طبقا لأحوال المباراة الفنية، تم نسيان مشاكله كافة واختزالها في هذه الثواني التي سجل فيها برازيلي الهلال هدف التعادل. 

 

لم يبحث حكيم الاتحاد عن السبب في انهيار الفريق حتى وإن سجل هدف التعادل بهذه الطريقة، ولم يبحث في الأسباب التي دفعت المولد النجم الذي تعول عليه الجماهير الاتحادية الكثير في ارتكاب حماقة حرمت الفريق من خدماته في دقائق مهمة، وهاهي تحرمه من نهائي كأس ولي العهد، ولم يبحث حكيم الاتحاد عن الأسباب التي تدفع جماهير فريقه دائما للخروج عن النص، حتى إنها كلفت خزانة الاتحاد المرهقة حتى الآن أكثر من مليون وستمائة ألف ريال غرامات مالية من لجنة الانضباط. 

 

حكيم الاتحاد خرج هو الآخر منفعلا بعد مباراة فريقه أمام الهلال، حتى إنه وبخ إعلاميا وهدده، وبدلا من نقد تصرفات لاعبيه وجمهور ناديه التي كانت سببا رئيسيا للخسارة، حاول تبريرها ولم يكتف بذلك، بل تواصلت أخطاء الإدارة حين أصدرت بيانا ضد أحد الإعلاميين، رغم أن الأمر لا يحتمل ذلك، فمداخلة من مدير المركز الإعلامي كفيلة بالرد عليه، ولكن لأن الإدارة الاتحادية خرجت عن طريقها، فهاهي تتخبط من بعد مباراة الهلال ولم تستطع امتصاص الصدمة والتعامل معها بحكمة وتهيئة فريقها للنهائي الكبير.

 

في المقابل، انظروا لما فعله النصر بعد تعثره أمام الفيصلي وابتعاده عن منافسة الهلال على لقب الدوري، رغم أنه مهيأ لذلك أكثر من الاتحاد، تناست إدارة النادي برئاسة الأمير فيصل بن تركي هذا التعثر وصبت كامل اهتمامها على النهائي الكبير، بدأت بتحفيز لاعبيها وجماهيرها بالتذاكر والمكافآت والعمل بصمت دون الالتفات لأمور خارج الملعب. 

 

ختاما هي سبع ثوان أضاعت الكأس من يد الاتحاد ومنحت البطولة للنصر، تذكروها جيدا وموعدنا بعد النهائي.