ليست هوية بطل ياهيئة الرياضة
لصناعة بطل أولمبي أنت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تصنع أبطالك من بيئتك المحلية أو أن تستقطبهم جاهزين عبر التجنيس، وهو أمر تفعله العديد من دول العالم الثالث.
الطريق الأول صعب ووعر أمامه العديد من التحديات والكثير من العقبات، لا يستطيع تنفيذه جهاز واحد من أجهزة الدولة، فيما الطريق الآخر فهو أمر سهل ويسير، مجرد ورقة يرفعها جهاز الرياضة للقيادة بها أسماء المرشحين لنيل الألقاب والميداليات الذهبية، وما على القيادة سوى أن تخط توقيعا صغيرا أسفل الورقة فتتحقق البطولة وتنهال الميداليات ويرتفع العلم في المحافل بأيد مجنسة، قد لاتتكلم لغتك ولم تشرب شيئا من ثقافتك.
السعودية البارحة الأولى اختارت الطريق الأول، طريق الصعوبات والتحديات، ولم تنظر حتى للطريق الثاني الأسهل، فهي اختارت أن تصنع أبطالها من أبنائها. اختارت طريق التنمية الطويل وركلت الطريق السريع لتحقيق الإنجازات.. لماذا؟.
الجواب واضح لا يحتاج للكثير من التفكير ولا الجهد. القيادة السعوية الجديدة الشابة والطموحة لا تبحث عن إنجازات وقتية، ولا تبحث عن مكتسبات وهمية. القيادة الجديدة لا ترى الرياضة جزءاً هامشياً ولا وسيلة للتسلية والترفيه. بل وضعت الرياضة كأحد العناصر التنموية لهذه البلاد والشريك الرئيس لبناء المجتمع.
فرؤية السعودية 2030 بعناصرها المهولة وتحدياتها الضخمة في كل المجالات، وضعت الرياضة ضمن اهتماماتها الأولى، لم تنظر إليها كمجال للترفيه أو التسلية، بل وضعتها شريكا لكل المجالات الأخرى وربطتها بها. فرفع نسبة ممارسي الرياضة، وهو الهدف الكبير في رؤية السعودية في المجال الرياضي، هو عامل مهم لبناء الإنسان السعودي في كل المجالات الأخرى، فتحديات الرؤية التي أبهرت العالم وجعلت الحاقدين على هذه البلاد يشككون في تطبيقها، لن تقوم إلا على سواعد أبنائها، فهم من سيبنون اقتصادها الحديث ومن سيقودون عجلة التنمية في كل المجالات.
بالأمس أطلقت السعودية عبر اللجنة الأولمبية الرياضية مشروع البلاد الجديد وأسمته هوية بطل. هذا المشروع الوطني الضخم الذي أعلن عنه لصناعة الأبطال لم يكن صناعة هيئة الرياضة وحدها، فكما ذكرت مسبقا لا يستطيع جهاز واحد من أجهزة الدولة صناعة الأبطال مهما كان هذا الجهاز ومهما كان من يقوده.
السعودية منذ زمن طويل كانت بحاجة لمشروع وطني متكامل تتحد فيه كل الأجهزة لتحقيق هذا الهدف، وسخر الله لها مؤخرا عراب رؤية السعودية 2030 الشاب محمد بن سلمان، ليؤكد إرادة الدولة ورؤيتها للرياضة ونقلها نقلة تاريخية، لتترك الهامش الذي كانت تعيش عليه وتتصدر المشهد في تنمية هذا الوطن.
اجتمعت إرادة الدولة ممثلة في عراب الرؤية محمد بن سلمان ورؤية واضحة وفكر مختلف يقوده شاب آخر لم يستلم زمام أمور رياضة بلاده سوى قبل عامين.. وهو ابن مساعد عبدالله.
عندما ترى الأهداف التي وضعتها اللجنة الأولمبية خلال خمسة أعوام من الآن وتحديدا حتى العام 2022، ستصفها بضرب من الجنون. فوضع 80 ميدالية أولمبية عام 22 بدلا من سبع في آخر أولمبياد آسيوي أمر يصعب تحقيقه. ولكن كما ذكرت مسبقا السعودية اختارت الطريق الصعب طريق التنمية والاعتماد على أبناء هذه الأرض، التقى التحدي الذي يسكن ابن سلمان عراب الرؤية بالتحدي الذي يعيشه ابن مساعد، لذلك ليست غريبة تلك الأهداف المستحيلة على غيرهما.
ماحدث بالأمس كما قلت لكم ياسادة لم يكن مشروعا رياضيا فقط، بل هو مشروع وطني تنموي تدعمه الدولة بكافة أجهزتها، ودليل ذلك كل الاتفاقيات التي وقعت تلك الليلة، والمليارات التي ضخت يومها لبناء ٤ قرى أولمبية عالمية في السعودية لصناعة أبطالنا الحقيقيين.
لن أسهب في تفاصيل هذا المشروع، فالجميع شاهده وتتبع تفاصيله، ولكن في الختام أقول لهيئة الرياضة واللجنة الوطنية :"هذا المشروع ليس هوية بطل كما أطلقتم عليه، بل هو مشروع رياضي تنموي لأبناء هذه البلاد، ستتذكره الأجيال، وستذكر اسمي محمد وعبدالله صناع الأبطال وصناع هذا المشروع.