الحقباني.. رحلة نجاح تستحق التكريم
في كل مجتمع يخرج مواطن يعتلي الصدارة في وضع لبنات لمشروعات تخدم بلده ودينه ومليكه، ويستخدم أمواله واستثماره في بلده عن غيرها، وهو يعتز بذلك، ولكوني عملت في مجال التعليم ما يقارب الـ (35) عاماً، فقد لفت نظري الجهود المباركة التي يقوم بها رجل التعليم الأهلي الأول في السعودية الدكتور عبد الرحمن بن سعد الحقباني من جهود، جاءت بين لحظات الأمل وآفاق الطموح، تحولت فكرته إلى حقيقة واقعة، بخطوات كتب الله لها النجاح.. فكانت شركة المدارس المتقدمة.. عملاق الاستثمار في التعليم الي بدأت تأسيسها في العام 1416هـ عندما وضعت لبنات أول مشروعاته في حي القدس تحت مسمى مدارس الأمجاد بغايات سامية تتمركز حول بناء جيل صالح مبدع يعيش عصره في ضوء عقيدته، لتتحول الفكرة بعد ذلك إلى أكبر شركة تعليمية في المملكة العربية السعودية (المتقدمة)، والتي حفرت اسم مدارسها بحروف من نور على جبين الزمن، فكانت محطات نجاحها الأولى.. ثماراً يانعة بفلسفات تربوية فريدة تركز على دعم أداء الطالب بوصفه المخرج النهائي ومنتج الشركة الذي تراهن عليه، ولم يكن تركيزه على المدخلات والعمليات بقدر تركيزه على بيئة الفصل وتطويرها لكونها الظرف المكاني الذي تتفاعل فيه أهم عناصر العمل التعليمي والتربوي: المعلم، المتعلم، المنهج.
في صورة من التشاركية تحولت معها المقررات الدراسية إلى أبعاد تطبيقية مع تطوير لأساليب التعلم بعيداً عن التلقين وبتوظيف احترافي لأنواع التقنية في التعليم. ولم يكن لتجتمع هذه الخبرة في شركة لولا فضل الله أولاً، ثم تكامل عناصر القيادة والإدارة والقوة في قياداتها وكوادرها العاملة ووضوح في رؤيتها وسمو رسالتها التي تسعى إلى تقديم تعليم منافس بأبعاد تطبيقية وفقاً لثوابت الأمة، وتوجهات الوطن في بيئة جاذبة ومحفزة على التعلم لجيل ينتج المعرفة وبشراكة مجتمعية لتمتد جغرافياً إلى جميع مدن المملكة، وصولاً إلى العدد 50 ألف طالب وطالبة وفق ما حددته في خطتها الخمسية 2020 م.
إن شركة المدارس المتقدمة بما تمتلكه من خبرات وتطوير ومبان تجاوزت العشرين مجمعاً بما يعادل 140 مدرسة، أهّلها لأن تكون الشركة الأسرع نمواً والأكثر انتشاراً فتنوعت نشاطاتها بين التعليم الأهلي والتعليم الدولي والدبلوما الأمريكية والمسار المصري.
ولم تتربع شركة المدارس المتقدمة على منصة الشركة الأسرع نمواً فقط، بل كانت الحائزة على العديد من الجوائز والاعتمادات المحلية والدولية، كان آخرها حصولها على جائزة وزارة التعليم للتميز على مستوى مدارس السعودية والاعتماد الحصري من شركة أدفانسد مؤكدة على ذلك بالأبعاد التطبيقية التي تتبنى نظرية STEM، بالتركيز على العلوم والرياضيات والهندسة وتكنولوجيا التعليم واللغة الإنجليزية، في صورة فريدة من التكامل مستلهمين الفلسفة الفنلندية في تقديم المعارف والمهارات للمتعلمين، ومتبنين إستراتيجية 3M بجعل المتعلم والمعلم والمنهج نقطة البدء والانتهاء في بيئة الفصل المتطورة الجاذبة والمحفزة على العطاء المتجدد.
إن المفهوم في شركة المدارس المتقدمة ليس قائماً على الربحية بقدر ما هو أحد مدخلات العمل الصالح وطريقها إلى نفع الخلق فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس. وقد وضعت شركة المدارس المتقدمة أمامها هدفاً واضحاً أن تكون الشركة الأولى على مستوى السعودية في التعليم الأعلى جودةً.. والأعمق أثراً.. والأغزر إنتاجاً ورعاية لكل قيم وأهداف ديننا ووطننا وأمتنا.. تعقُبها خطوة أخرى أن تحقق الشركة مرتبة عالمية، ولقد حرصت أن تكون جميع منشآتها وبناياتها مدرسية عملاقة فريدة لتجعل منها مصابيح هداية ومشاعل نور تُبدّدُ دياجير الظلام في كل ميدان، فيسترشد بها الساري نحو العُلا عبر السنين.
السؤال ألا يستحق الحقباني التكريم من وزارة التعليم وتعليم الرياض والمواطنين؟!... والله الموفق.