أخيراً صدق خشم بخاري
"الهلال يمتعني جدا في لعبه وجدير بالبطولة، ولكني أشم هناك عملاً خفياً وترتيبات دنيئة مبكرة لتمكينه ببطولة الدوري، دعونا نستمتع بدوري نزيه وممتع"، تلك الكلمات كانت للدكتور عبد اللطيف بخاري، عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي السابق لكرة القدم بتاريخ 22ـ8ـ2016، بعد انطلاقة الجولات الأولى من دوري جميل الذي توج به فريق الهلال أخيرا. ومع تحفظي على ركاكة مفردات هذه العبارة للدكتور بخاري، إلا أنها أصدق عبارة قيلت في فريق الهلال وتنبأت ببطل الدوري مبكرا. نعم لقد كان أنف بخاري يملك حاسة شم خبيرة في كرة القدم، وهو ما أهله للمنصب الذي تولاه في اتحاد الكرة السابق. فالعمل والترتيبات كانت واضحة من قبل أن تنطلق الجولة الأولى من الدوري لتمكين الهلال من البطولة، ولكن لم يصرح بها بهذا الوضوح سوى الخبير الرياضي بخاري. إلا أن التعبير خان الدكتور بخاري في كلمتي خفي ودنيئة، وقد أعذره عندما أرى ركاكة الأسلوب في تغريدته التي هزت الوسط الرياضي لدينا مع بداية الدوري.
فالعمل الذي وصف بالخفي كان واضحا للعيان منذ انتهى الموسم الأسبق الذي فاز بجل بطولاته الأهلي. فالهلاليون بقيادة نواف بن سعد الخبير الرياضي والإداري العبقري عملوا بوضوح على ترتيب أوراق الفريق وتمكينه من الدوري بتخطيط سليم وعمل احترافي وليس دنيئاً كما يقول الخشم المذكور، وكانت نتائجه واضحة من قبل أن يبدأ الموسم الحالي. تعاقدات مبكرة مع جهاز فني جديد واستقطابات محلية بامتياز بدءاً من المعيوف وأسامة إلى الرويلي والنجراني، وتدعيم الفريق بثلاثي أجنبي بجوار البرازيلي إدواردو، واستعداد مبكر سبق كل الفرق المنافسة وكان أكثرها جدية. حتى عندما بدأ الموسم وظهرت بعض العقبات في طريق الهلال، تعامل معها نواف بن سعد بحكمة وصمت، وذلل كل الصعاب بهدوء دون أن يخرج فريقه وجمهوره من الملعب إلى خارجه. بدأ بتخبطات المدرب جوستافو ماتوساس، حين ألغت عقده بهدوء واستعانت بمدرب الفريق الأولمبي، حتى أتمت التعاقد مع مدرب بحجم الأرجنتيني رامون دياز.
وعندما بدا أن وجود ناصر الشمراني على دكة البدلاء قد يسبب المشاكل داخل الفريق، سارعت إلى تسويقه لنادي العين في صفقة مربحة للأطراف الثلاثة. أما الأمر المهم، فقد كان تعامل وجه السعد الهلالي مع المؤثرات الخارجية والأصوات الكثيرة التي أرادت سحبه إلى خارج الملعب وتشتيت تركيزه المنصب على فريقه سواء من أبواق إعلامية أو جماهيرية كانت تطالبه بالاستعانة بالحكم الأجنبي، وتشكك في كل مباراة يخوضها الهلال بحكم محلي، حتى أن رئيس أحد الأندية المنافسة خرج بتصريح يخبر فيه ابن سعد بطريقة الاستعانة بالحكام الأجانب حتى لو كانت المباراة خارج أرضه. لم يلتفت نواف بن سعد لكل ذلك، ولم يتجاوب مع كل تلك المطالب، كان يعرف متى وأمام من يطلب الحكام الأجانب. حتى حمي وطيس المنافسة فاستعان بالحكام الأجانب، محققا رقما قياسيا في ذلك لم يسبقه إليه فريق آخر، ويخرس كل الأفواه المشككة، ويسقط من أيديهم حجة التحكيم. وقد يعتقد البعض أن كل هذه المهام سهلة أمام كل رئيس ناد، وهو الأمر الذي لا ينطبق على الهلال. فشئنا أم أبينا وسطنا الرياضي وجماهيره تنقسم إلى قسمين: هلال ولا هلال، فكيف لك أن تحارب النصف وترضي النصف الآخر. ولتأكيد ذلك أنظر لماحركه خشم بخاري.. وكيف قسم الجماهير إلى نصفين: نصف يتبع خشمه ونصف يلطمه.