بداية التدمير
ليس الغريب أن يحظى مسلسل بهذا الذي حدث لنور أو سنوات الضياع من تهاتف الجماهير عليهما فهما يحاكيان قصصا إنسانية قد تحدث في أي مجتمع ومثل ما حدث مثلاً لمسلسل باب الحارة الذي كان له نفس البريق والتألق وإن كان بصورة أقل من المسلسلين التركيين لكن المشكلة في الموضوع أن كون الممثلين أتراك ومسلمين والدبلجة المتقنة إلى اللغة العربية وباللهجة السورية المحببة مع توفيق الإخراج في وجود ممثلات جميلات وممثلين وسيمين والله جميل يحب الجمال جعل المسلسلين يحظيان بالقبول والمتابعة ولكن انظروا الأهم المبادئ التي يتشربها المشاهد وبالذات المراهقين والمراهقات الذين يشاهدون أبطال رموز هذين المسلسلين في قصص وأسلوب رومانسي جميل ولكن بأفكار مختلفة تماماً عما يعيشه في مجتمعه ومثل ذلك:
ـ التوجيه على أن يكون للفتاة علاقة بشاب قبل الزواج ولا يكتفي بأن تكون العلاقة محرمة قد يعتريها شيء من التقبيل والضم واللمم مثلاً وإنما خسارة الفتاة لشرفها ودينها وأغلى ما تملك وليس فقط ذلك وإنما الحمل والإصرار على الاحتفاظ بحملها السفاح لأنها أحبت حبيبها ورغبت أن تحمل منه وأن تصر على الاحتفاظ بحملها وولادة طفل غير شرعي (ابن زنا).
ـ التوجيه باعتياد أن تحمل الفتاة ثم تذهب على الطبيب لكي يجهضها وهذا دعوة للإجهاض والحمل غير الشرعي.
ـ التوجيه بالعلاقة غير الشرعية قبل الزواج ثم الزواج ثم الطلاق ثم ممارسة الجنس مرة أخرى بعد الطلاق وكأن من الطبيعي أن تذوب الأحكام والشرع الذي يحكم هذه العلاقة.
فعلاً هذا هو بداية لتدمير القيم لدى الناشئة ونحن لا نمارس الوعظ والخطب ولكن أمامنا أجيال بالملايين من الصغار الذي غفل عنهم أهاليهم لظروف الحياة أو لقصور في الفهم وتركوهم لهذه المسلسلات تزرع فيهم القيم المخالفة التي ربما لا نشهد أثرها الآن وإنما بعد خمس أو عشر سنوات قادمة.. فبئس المسلسلين وبئس مثل هذه الأعمال التي تبث عبر بعض قنواتنا العربية ويكفي تحريم سماحة المفتي لهما دلالة على خطورتهما على الناشئة.