رقية
بغض النظر عن النتيجة التي حققتها النجمة البحرينية رقية في مشاركتها في الأولمبياد، إلا أنها حققت للمسلمين رسالة رائعة للستر والحشمة وحق الفتاة في ممارسة الرياضة وتقديم صورة معتدلة للإسلام الوسط.. ودعونا نحلم ونفكر أنه بعد سنوات ستهتم الرياضة المدرسية في العالم الإسلامي بالنشء الصغار من الفتيات، وسيتم إعداد كوادر في كافة ألعاب الأولمبياد ثم سيشاركون بلباسهم الإسلامي المحتشم شبيه بالذي شاركت فيه رقية، فهذا يعني شيوع اللبس المحتشم في كافة الألعاب الرياضية لكي يتماشى مع الفطرة التي أرادها الله للمرأة وليس كما أراد تجار الأجساد والعري والخنا والفجور.. وفي دراسة عن المشاركة النسائية في الأولمبياد ذكر فيها الحث على العري واللباس الضيق القصير جداً المثير كما في ألعاب السباحة والكرة الشاطئية والغطس وألعاب القوى بل وظهور اللاعبات عراة في مجلات الإثارة والجنس مثل مجلة البلاي بوي.. ويدعونا ما فعلته رقية على ذكر النتائج الهزيلة للبعثات العربية والإسلامية ومنها البعثة السعودية التي وصل حد الاستهتار واللامبالاة إلى أن ينام لاعب في رفع الأثقال وقت المنافسة وتمثيل وطنه، وفي ظل اتهامات وتبادل هجوم من مسؤولين في اتحادات رياضية واللجنة الأولمبية.. وهذا الحديث يشعرني بالمرارة، ولهذا أعود إلى رقية وروعة تمثيلها بلباسها المحتشم للعرب والمسلمين.. وأعتقد أن الأولمبياد فرصة هائلة لإيصال رسالة الدين الإسلامي الوسط عبر إعداد الكوادر من النشء لهذه البطولات والإعداد المنظم المميز الجيد، خصوصاً أن انحساراً يشهده العري في العالم وعودة للاحتشام مع انتشار المسلمين للعيش في دول كثيرة وإيصال رسالتهم عبر اللباس الإسلامي وبالأسلوب المقنع الهادئ الذي يجمع بين الفضيلة والأخلاق الحميدة.
وفي دراسة حديثة في كندا أظهرت تراجعاً في نسبة ممارسة الجنس قبل الزواج للمراهقات ونظرة إيجابية للبس المحتشمـ، وهنا كيف نوازن بين ما فعلته رقية التي تستحق أرفع وسام وبين المتشددين الذين يحرمون على المرأة ممارسة الرياضة، رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم سابق عائشة رضي الله عنها وهو القدوة في أن هذه الممارسة من السنة النبوية ليس في المشاركة الدولية وتحقيق النتائج ورفع راية الإسلام في هذا المجال والتعريف غير المباشر به، وإنما ارتباط الرياضة الآن بالصحة وأهميتها في اللياقة الجسدية ومحاربة أمراض العصر كالسمنة والقلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
أخيراً تحية للنجمة البحرينية رقية الغسرة، فقد كانت مشاركتها المصدر الوحيد للفخر والاعتزاز لنا في هذا الأولمبياد الضخم في ظل النتائج الهزيلة للعرب والمسلمين فيها.