الماسنجر
قبل سبع سنوات شاهدت فيلماً أمريكياً يتحدث عن الإنترنت وأسلوب التعارف عن طريقه.. وكانت خدمة الماسنجر في بدايتها وأعجبت بالفيلم إذ كانت البداية بين البطل والبطلة تراسل عن طريق الماسنجر بشكل تعبيري لواقع حياة كل واحد منهم قبل أن يعرفا بعضاً وقبل أن تنتشر ظاهرة كاميرات الإنترنت.. المهم أن هذه العلاقة تطورت دون أن يسمع أحدهما صوت الآخر أو يعرف شكله.. مجرد مراسلات ومكاتبات تطورت إلى مفاهيم متقاربة ومشاعر وعاطفة وحب إلى أن وصل الأمر إلى حد الإدمان وعندما تقابلا بعد سنة تقريباً كان اللقاء عاصفاً وكأنهما يعرفان بعضهما منذ سنوات إذ إن الهموم مشتركة.
وكانت نهاية الفيلم سعيدة بتتويج العلاقة بالزواج نتيجة لدور الماسنجر التقريب بينهما.. طبعاً الآن نحن نعيش عصر الماسنجر.. تستطيع في أي مكان في العالم في المحادثة المباشرة كتابة وربما بالصوت والصورة مجاناً وأهم ذلك التواصل مع العائلة والأولاد والأقارب سواء كانوا في المدينة نفسها أو في مدن مختلفة.. وتستطيع أن تطمئن على من تحب بأسلوب سهل ومريح وجميل وهذا من أكثر إبداعات اكتشافات الإنترنت خارج نطاق المعلومة إلى نطاق الاتصالات والتواصل الإنساني الرائع.
وهذا وسع دائرة التعارف والتآلف وتكوين العلاقات بين الناس في جميع أنحاء المعمورة.. وهناك الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل العجيب والغريب.. وفي جمال وروعة ذلك إلا أن هناك مضار أهمها ظاهرة الاستغلال والخداع والظهور بمظهر طيب ولكن في الواقع يكون قد أعد العدة للخداع، والتضليل والنصب والاحتيال.. وبدأت جرائم الإنترنت تأخذ نصيبها المهم في العالم حيث يتشدد القانون في أغواء أو خداع القصر وصغار السن ولا يتنازل القانون عنها بأي حالٍ من الأحوال.
كلمة مهمة أخيراً أسوقها لأولياء الأمور وكبار السن لتكرار تنبيه الأبناء والبنات من عالم الإنترنت الافتراضي وخطورة بناء العلاقات إلا إذا تأكد الإنسان تماماً من الطرف الآخر وأتمنى من وزارة التربية والتعليم إعداد مقرر دراسي في بداية المرحلة المتوسطة يشرح عالم الإنترنت وأقسامه وجوانب الاستفادة منه ومكامن الخطورة فيه حتى يكون أبناؤنا على دراية بعالمه المثير والجذاب والعجيب، وما تجربتنا في الإرهاب إلا أكبر مثال على استدراج صغار السن وبث الفكر التكفيري عن طريق الإيميلات والماسنجر ومختلف الأساليب التي يشهدها عالم النت العجيب، كما أن من عيوب الإنترنت والماسنجر أن يسرق الوقت وقد يجلس الإنسان ساعات طويلة من يومه دون أن يُدرك ويكون ذلك على حساب واجباته الأخرى وعلاقاته الإنسانية وتواصله مع الناس.