التربية على الحق
قل الحق ولو على نفسك..
هذه عبارة كنا نرددها ونحن طلبة في المرحلة الابتدائية ولا علم لي عن قائلها وأتذكر أنها تزين مباني المدرسة ضمن قائمة الحكم والنصائح التي توضع على جدران المدرسة وحوائطها... ومثل ذلك كثير من العبارات التي تحث على الفضائل وتسهم في تربية النفس.
ولا شك أن الصدق فضيلة مهمة من فضائل الدين الحنيف التي حث عليها ولم يسمح بالكذب إلا كما أعلم عندما يتعلق الأمر بإصلاح ذات البين أو الكذب على الزوجة لاسترضائها أو كسب ودها. وعندما تستدعي لمحكمة لتقول كلمة الحق فإن الإسلام اعتبر شهادة الزور كبيرة من كبائر الذنوب ولعن الله كاتم الشهادة وحث على الصراحة والصدق.
وهنا ينبغي في الإطار الشخصي وفي العلاقات الإنسانية بين البشر اختيار الظرف المناسب لقول الحقيقة كما أنه ليس كلما يعلم يقال – كما يقال - واختيار الأصدقاء يعتمد بالدرجة الأولى على أمانة هذا الشخص وحفظه للسر وكتمانه للمعلومات التي يعلمها إذا كانت تسيء إلى من يحب ويعايش والثقة في كل الأحوال تُعطى للمخلصين نتيجة تراكم التجارب وبالتالي يعرف من المواقف أن هذا إنسان مخلص صادق واضح يقدم المصلحة العامة على مصلحته الخاصة بينما الآخر كاذب مراوغ حرباوي يقدم مصلحته الخاصة على كل شيء..
وللأسف مع شيوع الطموحات المادية وسيطرة المادة على الحياة وجمالياتها أصبح البعض يتفنن في الكذب وقول الحقيقة وإسداء النصيحة أو الشهادة مقابل كتمانها خضوعاً للمنافع المادية التي يحققها من وراء ذلك.. وهنا يأتي دور المدرسة وخطيب الجامع والمعلم والأب في تعويد الأطفال على الصدق وترديد الآيات والأحاديث التي تحث عليه مع التفريق أحياناً في الظروف التي يضطر الإنسان لإخفاء حقيقة ما إذا كان قولها قد يسبب أضراراً كبيرة وعدم قولها لا يقدم ولا يؤخر بينما النصح والوضوح والصدق عند التعاملات التجارية أمر مهم جداً.