الأمن في السرب
(من بات آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها) هذا الحديث للرسول صلى الله عليه وسلم، يلخص بكل اختصار معاني وجماليات الحياة، والوصول للسعادة التي يرتجيها الإنسان له ولذريته.. وأول الأمر هو أن يبيت آمنا في سربه.. بمعنى أن يبيت ويستغرق في النوم، وهو سعيد في مقر سكنه وبين زوجته وأولاده ـ إذا كان متزوجاً ـ فإن هذا الأمان نعمة كبرى من الله سبحانه وتعالى، لا يدرك قيمته إلا من افتقده. والملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ موحد هذا الكيان، له فضل كبير على هذه الأرض المباركة في أن ينعم المواطن والمقيم في تطبيق هذا المفهوم العظيم، وهو الأمن في السرب، وذلك بعد أمور أهمها تطبيق الشريعة الإسلامية، والتي كان لها أبلغ الأثر في استتباب الأمن (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)، فكان أن عمل على تأسيس الأنظمة الإدارية للشُّرط، وحرص على دعمها، وأقام العدل، وحارب الجريمة، وضبط النظام، فانعكس ذلك على الوطن، وصار مضرب المثل في الأمن والطمأنينة والسكون، وتابع أبناؤه من بعده المسيرة، حتى وصلت على ما وصلت إليه من تطوّر ونمو في مجال الخدمات الأمنية باختلاف أقسامها وفروعها.
وحرص الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ على ملاحقة الجريمة، وتنفيذ الأحكام وإعلانها.
إن هذا الأمن في السرب الذي يطمح إليه الإنسان هو الذي وصفه رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه بأنه مع معافاة البدن، ووجود قوت اليوم كأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها.. وهذه هي القناعة للإنسان العادي الذي يبحث عن رضا الله، والعيش القنوع الهادئ وينبغي أن نحمد الله عليها، وأن ننقلها للأجيال ؛ ليدركوا فضل الله على هذه البلاد، أن قيض لها البطل الموحد؛ لننعم في خير وفضل جهوده، حتى نبات في سربنا آمنين مطمئنين، وهي نعمة لا يدرك قيمتها إلا من فقدها.