2009-04-23 | 18:00 مقالات

ابتسامة ضد الظلم

مشاركة الخبر      

ما أجمل أن تقاوم الظلم بابتسامة، وما أجمل أن تضع عدوك في دائرة الحائر..هل استطاع أن يوجعك بشره وتسلطه أم أنك لا تزال قويا متماسكا متفائلا، في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وإن الشر مهما ساد فإنه في طريقه للزوال والاضمحلال، ثم هل ابتسامتك تعني الضعف والتراجع والاستسلام أم أنها تعني الثقة والترفع عن الصغائر واللجوء إلى الله الذي ينصف ويعدل ويعيد الحق إلى نصابه.
وأنت عندما تأخذ بالمبدأ القرآني النبيل القائم على " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم " فإنك تشيع جواً من التسامح والمحبة ينفع غالبية البشر الذين إذا ما رأوا ترفعك عن الشر والصبر على الأذى سيكون ذلك وسيلة في أن يراجعوا حساباتهم وتنهض الجوانب النبيلة في دواخلهم ويدركوا أخطاءهم وما فعلوه ثم يأتوك معتذرين .. نادمين .. متأسفين، لأنهم استعجلوا في رد فعلهم، وإن نبأ الفاسق الذي نقل لهم ما وشى وأساء فاتخذوا أفعالهم قبل أن يتبينوا إصابتهم القوم بجهالة سيضعهم في دائرة اللوم وتأنيب الضمير .
هذه هي الحياة، جميلة بالثقة بالله وبالتوكل عليه وبالصبر على أذى خلقه وبالتعامل بتسامح وطيبة، هذا هو منهج الإسلام. ذلك أن من يتخذ الشر منهجا والعداوة أسلوب حياة لن يهنأ في حياته، وسيكون حقده وشره مردوداً عليه، وسيجعل حياته شقية قليلة لا صاحب له ولا خليل إلا بالمصالح والمنافع الخالية من الإنسانية والنبل والأحاسيس، وستجده منبوذا في مجتمعه مكروها من المحيطين حوله، يجاملونه إن كان يملك لهم نفعا ولا يملك النفع إلا الله، ولكنه ساعة ما ينكشف أمره ينفض الجميع من حوله ويبقى ذليلا وحيدا لارفيق ولا أنيس بما فعله في عباد الله، كما أن صبرك على كيده سيقتله.. كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
ابتسم .. تفاءل .. كن عاليا في أخلاقك ونبلك وإحساسك، صبورا على أذى عدوك .. تكون محبوبا رفيعا راضيا عن نفسك مرتاح البال.. وهذا هو أهم ما نطلبه من هذه الحياة .