برنامج البطل الأولمبي السعودي
يتابع العالم حاليا التميز الصيني في الإعداد الهائل والتحضيرات التي تمت لأولمبياد بكين 2008 من خلال الروعة في التجهيزات والمنشآت والصالات وتجييش جميع الشعب للمشاركة، واستضافة الأولمبياد طموح كل مدينة لإظهار تميزها للعالم، وستظل مشاركة الرياضيين في هذا الأولمبياد طموح كل رياضي متميز، ولا شك أن إعداد بطل رياضي أولمبي يحتاج إلى عمل رياضي شاق وإلى تخطيط استراتيجي طويل الأمد للوصول إلى التمثيل والمشاركة الحقيقية في الأولمبياد، ومن وجهة نظر شخصية أرى بأن العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال قد أنجبت رياضيين بفكر رياضي وثقافي احترافي بجميع المواصفات العالمية بفضل التخطيط السليم للتمثيل الدولي الأولمبي، وللأسف تظل المشاركات العربية ضعيفة مقارنة بالعديد من الدول الأقل عددا وإمكانات، إلا أن تلك الدول سبقتنا بالتخطيط العلمي المدروس والطموح لهذا التمثيل العالمي الذي لا يفوقه تمثيل آخر، وللجان الأولمبية الأهلية الأعضاء دور في النهوض بالرياضات ومتابعة عمل الاتحادات النوعية وذلك بحكم أن اللجنة الأولمبية الأهلية هي أعلى سلطة رياضية أو بمعنى أصح هي تمثل (هرم الرياضة) في أي دولة والعديد من الدول طبقت مؤخرا برنامجا تحت مسمى البطل الأولمبي كما هو الحال في بريطانيا وأمريكا وألمانيا وكذلك خطت بعض الدول العربية في هذا المجال كمصر وقطر للتخطيط العلمي السليم للبطل الأولمبي، والبرنامج لو طبق في السعودية سينجح بلا شك لأن البرنامج يعتمد على توفير المبالغ المالية ولا سيما أن السعودية تمتلك من الأفكار والإمكانيات المالية التي تستطيع بها أن تتفوق على العديد من الدول العالمية وهذا ليس في مجال الرياضة فقط بل في جميع المجالات، ورغم ما تبذله الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية العربية السعودية من جهد ملموس إلا أن العمل يحتاج إلى خطط واضحة وطموحة سواء من قبل اللجنة الأولمبية السعودية أو الاتحادات الرياضية ومعلنة للجميع لكي يساهم في تحقيقها كل من له علاقة بذلك ويحاولون الوصول إليها، وأرى بأن الوقت مناسب الآن عن أي وقت مضى لإعلان البرنامج الأولمبي السعودي من قبل اللجنة الأولمبية العربية السعودية بحيث يشكل له لجنة علمية رياضية تكون عضويتها من ممثل من وزراة التربية والتعليم، التعليم العالي، وزارة الدفاع والطيران، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، والقطاع الخاص ويشترط في عضويته التخصص الرياضي والعلمي ومن لهم خبرة في الأبحاث والتطوير والتنمية الرياضية والعلمية بحيث تقدم دراسة وافية وشاملة حول المشروع.
ويوضع له لوائح تكفل حسن إدارته وجودة أدائه ليتم إقراره والعمل به لأن الواقع يقول إن إعداد البطل من الصغر ووفق رؤية علمية هو الأساس للرياضة العالمية وليس عن طريق الاجتهادات التي تتم في الأندية والمدارس، إننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للتطوير وإلى الخطط الشاملة ذات التوجهات القابلة للقياس والتقويم، إن التعاون بين اللجنة الأولمبية السعودية وتلك الجهات أمر ضروري حتمي لما فيه المصلحة العامة والنهوض بالرياضات المختلفة إلى (المستوى الأولمبي) مستوى الطموحات والتطلعات.. والله الموفق.