آسيا خارج الأرض السعودية
مَن أعلن أن الإمارات قادرة على تنظيم كأس العالم، لم يكن يغالي في القول، لكن تحقيق ذلك لن يكون ممكناً إلا بعد سنوات من مونديال 2022 على الأرض القطرية الخليجية العربية الشرق أوسطيّة. ومن قال إن الإمارات ستقدم في 2019 نسخة من كأس أمم آسيا غير قابلة للاستنساخ، هو محق في قوله، وإلا لما كانت آسيا منحتها شرف الاستضافة بالإجماع وبفوز كاسح أمام إيران. وقبل إزاحة إيران في المرحلة الأخيرة كان الاتحاد الآسيوي استبعد 6 ملفات، بينها 4 ملفات عربية، ومنها ملف المملكة العربية السعودية.
وهنا يبرز السؤال: لماذا بقيت أرض المملكة خارج الأراضي التي استضافت البطولة القارية، وهي، أي المملكة، استضافت بطولة كأس القارات أكثر من مرة، بل وكانت البطولة فكرة سعودية وصاحبها المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز.
هل ينقص المملكة العربية السعودية الملاعب والمنشآت، وهي تضم حالياً درة الملاعب (ملعب الملك فهد الدولي في الرياض)، وجوهرة الملاعب (ملعب مدينة الملك عبد الله في جدة)، عدا عن ملعب الملز، (ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض)، وملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة الذي سيعود أكثر سعةً وفخامةً، إضافة إلى الملاعب في المدن والمناطق الأخرى، في مكة المكرمة والشرقية وغيرهما.
وبخلاف الملاعب والمنشآت الرياضية، تستوفي المملكة شروطاً عدة أخرى مثل المواصلات والاتصالات والفنادق والخبرة في التنظيم والإمكانات المادية والخدمات الصحية والتسويق والرعاية وغيرها من المستلزمات الضرورية لتنظيم البطولات القارية.
ولكن المملكة أبعدت نفسها بنفسها عن سباق تنظيم كأس آسيا للعام 2019 وقد عُلم أن سحب الملف السعودي يعود إلى تأخر خطاب ضمان الإعفاء من الرسوم الجمركية بسبب خلاف بين وزارتي المالية والتجارة.
ويأتي عدم وضع استضافة الأحداث الرياضية القارية في سلم الأولويات، مغايراً تماماً للتوجه في دعم المنشآت الرياضية، وما الأمر السامي بإنشاء 11 مدينة رياضية في المناطق المختلفة سوى الشق العملي والجدي لذلك التوجه. وهذا ما سيجعل المملكة الأكثر استحواذاً على المنشآت الرياضية التي تسهل استضافة أي بطولة حتى على مستوى كأس العالم.
قد تكون المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة التي فازت بكأس آسيا ثلاث مرات من دون أن تستضيف البطولة مرة واحدة على أرضها.
والحق يقال، إن هناك بعض الثغرات الثابتة في أي ملف سعودي لتنظيم أي بطولة قارية أو عالمية، ولكنها لا تقف حائلاً دون استضافتها، وفي المقابل تتمتع المملكة بمزايا راسخة تدعم ملفاتها، فإذا كانت الإمارات ستهيء 7 ملاعب لاستضافة بطولة 2019 التي تضم للمرة الأولى 24 فريقاً، فإنه سيكون في المملكة قريباً ضعف ذلك، فإذا كانت الإمارات تسد ثغرة الجماهير بوجود 200 جالية على أرضها، فإن المملكة ضربت الأرقام القياسية في الجماهير من أبناء شعبها..
السؤال المطروح: هل تبقى هذه الثروات الرياضية السعودية من دون استثمار؟.