2013-06-25 | 19:40 مقالات

(الاتصالات) مستقبل أم ماضي فات

مشاركة الخبر      

أعي تماماً أن سطوة المعلن كانت وما زالت صاحبة حضور قوي جداً في مسيرة أية وسيلة إعلامية، ولكن هذا لا يمنع من نقد المعلن في سبيل تقويم عمله، حتى وإن كان يقدم موازنة إعلانية ضخمة يسيل لها لعاب الصفحات، في تأكيد واضح على أن حرية إبداء الرأي مكفولة للجميع في مجتمعنا المحلي، وأعتقد أن هذه الأسطر عبارة عن مثال حي لما أوردته سريعاً أعلاه. شركة الاتصالات السعودية يحسب لها أنها الرائدة في الاستثمار الرياضي بشكله الجديد، وكان لها قصب السبق في دخول هذا المجال بدون أي منافس، ونجحت نسبياً في تحريك المياه الراكدة استثمارياً في المشهد الرياضي السعودي، لكن هذا النجاح المؤقت لم يدم طويلاً مع دخول منافسين جدد نجحوا في تقديم قدراتهم في شكل مختلف جداً، لم تستطع شركة الاتصالات مجاراته، واتجهت متأخرة ـ نوعاً ما ـ في محاكاته. جميل أن توقع شركة الاتصالات السعودية عقود شراكة مع كبرى الأندية، والشركات العالمية في صيغة استثمارية رياضية بحتة، ويحسب لها سعيها ـ حتى وإن تأخر ـ في تحسين صورة استثماراتها الرياضية، لكن السؤال الأهم هو: ما هو انعكاس هذا الحراك الاستثماري على الأندية المحلية التي ارتبطت معها بعقود بقت لسنوات خمس مضت، قبل أن تنتهي قبل أقل من شهر، وتوجد حالياً أحاديث متفرقة لتجديدها، خصوصاًَ أنها مع أندية كبرى تمثل ثوابت في الرياضة السعودية ممثلة في الاتحاد والنصر والأهلي والشباب؟ أنحاز تماماً إلى الرأي القائل إن علاقة شركة الاتصالات بالأندية المذكورة لم تسهم بالدفع في عجلة العمل داخلها إلا بشكل بطيء جداً يتحمله الطرفان بالطبع، إذ لم تساعد الشركة في تسويق هذه الأندية مجتمعياً ـ بعيداً عن مسألة تحقيقها للبطولات أو المنافسة عليها ـ عبر منتجات خاصة بها، واكتفت بجوالات الأندية، والإعلان على قمصان الفرق الكروية، واحتلال خدماتها لوحات ملاعب الأندية ومواجهاتها، أو التكفل بأجهزة مراكز إعلامية في مقرات الأندية، وكأن هذا الدور هو الذي تنتظره هذه الأندية من الشراكة. لن أتحدث عن رحلات صغار اللاعبين في الصيف إلى أوروبا، والتي تم تطبيقها قبل عامين، إذ أنها شبيهة برحلات طلاب المراكز الصيفية التي تنتهي متعتها وفائدتها فور النهاية منها، وهي أقرب إلى المناسبات “الإعلامية ـ الإعلانية” التي تحسب على الأندية من قبل شريكها الرئيسي من دون أن تنعكس إيجاباً على مسيرة الفرق الكروية فيها، وهي الهدف الرئيسي في ذلك. أعتقد أن تكاليف مثل هذه الرحلات لو تم توجيه بالشكل السليم في بناء أكاديميات داخل هذه الأندية، والمساهمة فيها أو تم اعتمادها برامج محلية لتطوير النشء لكان أجدى نفعاً وتحقيقاً لمصلحة صغار لاعبين تؤمل عليهم أنديتهم كثيراً في مقبل الأيام. أخيراً أرى أن تراعي شركة الاتصالات مع الأندية السعودية في حال اتفاقهما على شراكة فاعلة تنعكس إيجاباً وواقعاً على الأندية وجماهيرها، وتعود بالنفع مادياً على الشركات ليقيني أن الأعوام التي مضت كان هباء منثوراً، ومن العدل ألا تكون الأعوام المقبلة كذلك.