أنقذوهم ومن ثم حاسبوهم
المرحلة الحالية التي وصلت إليها الأندية الكبيرة التي انتهت علاقتها بشريكها الرسمي “شركة الاتصالات السعودية” تثبت أن مستقبلها مخيف ومظلم، فضلاً على الأندية الأخرى التي تعاني في الأصل أوضاعاً موغلة في السوء المادي، ولذلك بات من الواجب العودة لتجربة الأندية الرياضية المحترفة بشكل حقيقي في اعتمادها في المقام الأول في دخلها على اشتراكات الأعضاء. هذه العضوية تشعر الجماهير الرياضية أن صوتها يحظى بالاستماع، وأن إرادتهم تجد كل تقدير، وأجزم أن الجمعيات العمومية هي أسرع الطرق وأكثرها فاعلية لتأكيد ذلك، وأصبح تطبيقها حالياً مطلباً عاجلاً، في ظل أن أوضاع الأندية حالياً تنبئ بكارثة حقيقية تعني الإفلاس ولا شيء غيره، ولن ينقذها من ذلك سوى جماهيرها فقط التي عليها أن تشعر بمسؤوليتها التاريخية. أتساءل وغيري كثير عن المانع الذي يحول دون تفعيل حقيقي للجمعيات العمومية في كافة الأندية، من يقف دون ترك مساحة كبيرة لجماهير جميع الأندية لاختيار من تثق فيه لتسليمه دفة القيادة في ناديها، ومن ثم محاسبته بسحب الثقة منه في حال عدم الوفاء بشعاراته ووعوده التي أعلن عنها في حملته الانتخابية التي سبقت فوزه بالمنصب، وأغلبها للأسف كان للاستهلاك الإعلامي على العشاق المساكين. بطاقات العضوية مهم أن تحمل عروضاً مختلفة، وخصومات عدة، جيد أن يرى فيها المشجع دعماً لناديه، واستفادة من امتيازاتها، وقبل ذلك كله تحقيق للإنتماء والولاء بشكل عملي وفعلي. ما يميز هذه الخطوة أنها ستوفر دخلاً مالياً كبيراً لخزانات كافة الأندية يفوق عقود الرعاية على اعتبار أن تسابق الجماهير للاشتراك في العضوية سيحقق هدفان يتمثلان في اختيار الرئيس الأنسب، وكذلك تحقيق رقم صعب في سباق الجماهيرية –ينعكس إيجاباً على مستقبل النادي- بدليل أن النادي الذي يضم في عضويته أكثر من 300 ألف عضو سيوفرون للنادي ما يصل إلى 90 مليون ريال سنوياً في حال تجديد اشتراكهم باستمرار، وسيكونون بالتأكيد أكثر من ناد آخر لديه فقط 50 ألف عضو سيوفرون 15 مليون ريال فقط، وبالتالي سيكون ناديهم “الرابح الأكبر” في سباق الجماهيرية، وبطريقة محترفة لا تقبل التشكيك أو الرفض. نقطة هامة في تفعيل الجمعيات العمومية أنها ستبين كيفية بقاء بعض رؤساء الأندية على مقاعدهم، إذ من المؤكد أن إعلان النتائج مستقبلاً سيكشف أن استمرار رئيس ناد (أ) مثلاً جاء بقناعة جماهيرية بلغت 90 % من أصوات الجماهير، في حين ستجد مثلاً فوز مرشح آخر غير رئيس نادي (ب) بسبب حصوله على نسبة أصوات لا تتجاوز 25 % من إجمالي المصوتين، وربما سيعود رئيس ناد آخر لرئاسة ناديه بأصوات الناخبين مكتسحاً منافسيه بنسبة تجاوزت 80 %، وقس على ذلك في بقية الأندية الأخرى. هذا حلم حقيقي، وأتمنى تطبيقه على أرض الواقع من قيادة رياضية شابة تملك الرؤية وتملك الحلم، حتى نبدأ الخطوة الأولى في طريق استرداد الريادة، عن طريق 300 ريال يدفعها المشجع لمرة واحدة لناديه سنوياً، وهو مبلغ يساوي قيمة وجبة عشاء في مطعم معقول تنتهي فائدتها في حينها، الخلاصة: “أنقذوا أنديتكم ثم حاسبوها”.