تركيا ودوري (جميل)
قبل 3 أعوام توّج فريق بورصة بطلاً للدوري التركي لأول مرة في تاريخه، وانضم بذلك إلى قائمة الأبطال التي لم تتجاوز الأربعة الكبار في تركيا على مدى عقود طويلة، وهم فناربخشة وغلطة سراي وبشكتاش وطرابزون، ما يميز هذا الفريق الشاب أنه تمسك بنجومه الشباب، وأصر على استمرارهم، وعدم التخلي عنهم مقابل عروض مالية كبيرة، توجها في النهاية بالحصول على لقب الدوري، في تجربة ربما تشابه ما أقدم عليه فريق الفتح هذا الموسم في الدوري السعودي، مع فارق كبير في مكافأة بطل الدوري بينهما، إذ لم تتجاوز مكافأة الفتح 3 ملايين ريال فيما يحصل نظيره التركي على 13 مليون يورو، إضافة إلى 14 مليون يورو بسبب مشاركته في بطولة دوري أبطال أوروبا، وهذه للمعلومية أكبر جائزة يحصل عليها فريق في دول المنطقة، إذ حدد الاتحاد التركي لكرة القدم مبلغ 13 مليون يورو جائزة للفائز بالدوري هناك، فيما يمنح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مبلغ 14 مليون يورو لكل فريق يتأهل مباشرة للمشاركة في هذه البطولة. ربما تكون هذه المعلومة مهمة جداً لكي تتم مقارنتها بما يحصل عليه بطل دوري المحترفين السعودي، إذ لم تتجاوز قيمة بطولة الدوري حتى الآن مبلغ المليون دولار ـ ولن أقول اليورو ـ، كما أن المبالغ المدفوعة من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لكل فريق يشارك في دوري أبطال آسيا لا تصل بأي حال من الأحوال إلى حاجز النصف مليون دولار، لذلك ربما أن الوقت بات مناسباً لإعادة النظر في قيمة الجائزة في دوري يصفه البعض بأنه أقوى دوري عربي ويتميز بوجود راع رئيس خلاف رعايات أخرى. يحسب لهيئة دوري المحترفين السعودية أنها في حراك مستمر منذ نشأتها لتوفير رعاة للدوري لكنها في المقابل لم تصل بأرقامها الحالية إلى مرحلة تشعر الفرق الموجودة بالرضا. تأملوا في عقد رعاية (عبداللطيف جميل) الذي سيبدأ الموسم المقبل، وسيستمر لستة أعوام مقبلة، والذي وصل إلى حاجز 720 مليون بواقع 120 مليون ريال لكل موسم، لكن للأسف استفادة الأندية ضئيلة من هذا المبلغ الكبير، وهذا ما يدعونا إلى التساؤل حول ضرورة العمل لإعادة توزيعه إضافة إلى رفع مستوى موارد الأندية خصوصاً الفرق التي لا تمتلك رعاة، والتي تعاني الأمرين. أفترض أن الوقت بات مناسباً لكي توقف الرئاسة العامة لرعاية الشباب كافة دعمها عن الأندية مقابل عدم اقتطاع أي جزء من مداخيل الأندية الحالية سواء في النقل التلفزيوني أو عقود الرعاية الخاصة أو حتى قيمة تذاكر الجماهير، والعمل على رفع جوائز الدوري بحيث إن الأول يتحصل على جائزة مالية معتبرة تصل إلى حاجز الـ10 ملايين ريال وبقية الفرق المشاركة بنسب أقل حتى نصل إلى مرحلة نرى فيها دورينا مثيراً حتى آخر جولاته، وليكون له من اسمه نصيب.