2013-09-09 | 07:56 مقالات

التحكيموالأزمات الثلاث

مشاركة الخبر      

مضت جولتان فقط من دوري عبداللطيف جميل جرى فيهما 14 مباراة أي ما يعادل 7.5 % من إجمالي مباريات الدوري ويبدو أن الدوري لن يكون (جميلا) هذا الموسم بعد أن تفاءلنا بأن يكون اسماً على مسمى.

جولتان فقط حدثت فيهما أخطاء تحكيمية لا تغتفر وخروج عن النص من قبل بعض إداريي الأندية لا يحتمل.

لجنة الحكام برئاسة الأخ العزيز عمرالمهنا تبذل جهودا كبيرة في تقويم الحكام وتعديل أخطائهم من خلال المعسكرات الخارجية والندوة الشهرية المفتوحة وتتعامل مع لجميع بشفافية ووضوح لكنها في نظري تصطدم بعوائق ثلاث:

ـ حكام لايتعلمون من أخطائهم أو لنقل غير مبالين.

ـ وإداريين يمتصون غضب جماهيرهم باتهامهم التحكيم حتى وإن جانبوا الحقيقة وهم يدركونها.

ـ وتراكمات وأخطاء لجان سابقة هي الأساس فيما وصل إليه التحكيم لدينا.

ولنكن صريحين إن أزمة التحكيم إذا اعتبرناها أزمة ظهرت أكثرفي العقدين الأخيرين والخلل في طريقة اختيار الحكام وإعدادهم ومواصفاتهم في لجان سابقة وفي نظري فإن آخر جيل الحكام المحترمين ـ إن جازت التسمية ـ وأقول جيل لأنني لا أعتبر نجاح حكم في إدارة مباراة مهما كانت أهميتها وحساسيتها أونجاحه في موسم كامل دليلا على نجاح التحكيم في عمومه لكنني أعتبر جيلا يدير المباريات بكفاءة واقتدار متناسبين وأخطاؤه تغتفر أو قليلة نسبة لما يحدث الآن ذلك الجيل هو جيل الثمانينيات الميلادية.

أخطاء الحكام موجودة وولدت معهم طالما أنهم بشر ويديرون المباريات بقوانين وضعية تخضع للاجتهاد في كثير منها والذين عاصروا الكرة السعودية يدركون أن هناك أخطاء (كوارثية) بمعنى الكلمة حدثت في عقد الستينيات الميلادية أبطالها حكام غيرسعوديين معروفين وعندما نتقدم قليلا إلى عقدين سبقا دوري كأس خادم الحرمين الشريفين (المربع الذهبي) نجد أن تلك الفترة لم تخل من الأخطاء ولعل مقارنة سريعة بالأرقام بينها وما نعيشه حاليا نجد مايلي:

ـ ارتفع عدد المباريات من 56 مباراة في الدوري إلى 182 (أكثر من 3 أضعاف).

ـ وعدد المباريات المنقولة من مباراة واحدة أو اثنتين إلى 5 أضعاف هذا العدد.

والمحللون التحكيميون عبر الإعلام من لاشيء إلى 5 أو6 وربما أضعاف ذلك.

ـ والمتابعة الإعلامية من صحف مقروءة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة إلى عشرات الصحف والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي واستديوهات تحليلية وبرامج.

ارتفاع عدد المباريات من الطبيعي أن يتبعه ارتفاع في عدد الأخطاء كتناسب طردي وهذا الارتفاع أدى إلى البحث عن حكام لتغطية العجز ولو على حساب الكفاءة والجودة والانفتاح الإعلامي أدى أيضا إلى دخول عناصرغير مؤهلة أوذات كفاءة لنقد الحكام وتقييمهم.

الحكم الذي كانت ترقبه 8 أو10 عيون (عدا الجماهير) أصبح الآن أمام أنظار العشرات من هذه العيون التي تتوزع على زوايا وأرجاء الملعب وتحكم برؤاها الشخصية وتجر وراءها الآلاف من العيون التي تحكم على الأحداث من خلال (ثقافة القطيع) وتتأثر بالمد العاطفي والرؤى التي تتوافق مع ميولها وتحقق ذاتا أو تنفس عن غضبها وتبدد ملامح هذا الغضب.

على أن هذا كله لا يعني الدفاع عن الحكام الوطنيين أو ينفي وجود أخطاء تحكيمية يجب معالجتها، كما أنه في الوقت نفسه لا يعني أني ضد الحكم الأجنبي، بل إنني أشعر أننا مازلنا بحاجة إليه فالحديث عن التحكيم ذو شجون وهو حديث لا ينتهي وله عودة وفق الظروف خاصة العوائق الأخرى التي تواجهها اللجنة أو يواجهها التحكيم في عمومه.. والله من وراء القصد،،